بقلم: د.صالح ليري
رحمك الله يا أغلى الأصدقاء، وحشرك مع الصديقين والأبرار والأتقياء.
الموت حق علينا، نعلم أننا سنودع الأعزاء في يوم من هذه الدنيا الفانية، كما اننا نعلم ان الموت كغصن شجرة كثيرة الاشواك في صدور الأحبة، كم هي ساعات تبقى حزينة في حياتنا اكثرها ألما فقد الاصدقاء والزملاء الذين عاشرناهم في أيام الصبا.
هي الدنيا دائما لا تترك منها إلا الذكريات الجميلة والمفرحة من رونق شبابنا المسجلة في ذاكرتنا، لأنها غير مرتبة في تسلسلها. وبالنسبة لي، كان هناك جانب من اجمل الذكريات مع د.بدر اليعقوب، حيث كنا طلابا في القاهرة، كلا في مجال تخصصه، ومعايشة الغربة تكون اجمل في تسجيل ذكرياتها في الأذهان، حيث عاشرت استاذين جليلين هما الأستاذ يعقوب حياتي، والآخر د.بدر اليعقوب الذي نودعه اليوم بالكثير من الحزن، والأسى يملأ الفؤاد.
وأحمل لهما الكثير من الذكريات، حيث زاملتهما وعايشتهما عن قرب في مدينة القاهرة، وقد سجلت كل تلك المواقف معهما في كتابي «7 شارع المدينة المنورة بالمهندسين» في العام 1974، حيث كانت لهما ذكريات جميلة ولهما كل تقدير واعتزاز رغم ظروف الحياة، وكبرنا في العمر، واليوم أودع آخرهم، حيث ان المعايشة من الذكريات الجميلة التي أحملها لتلك المرحلة من عمرنا.
لكن، ما يحزنني اليوم في فقد آخر صديق عزيز، هو انني اثناء الدفن لم أكن موجودا في الكويت، لأمسح التراب على قبورهم في لحظة الوداع الأخيرة، ولكن القلب يحزن والدمع يسيل والوجدان يتعسر لفقدهم.
وان آخر دعائي للدكتور بدر اليعقوب ان يرحمه الله ويغفر له وان يكرم نزله ويوسع قبره ويجعله روضة من رياض الجنة.