• فهد الشعلة: «كارثة شاملة» تركت آثاراً عميقة ولاتزال المنطقة تعاني منها حتى اليوم
  • محمد الجبري: الشعب وقف بالإجماع خلف قيادته حتى تحرير بلده وعودة شرعيته
  • علي الموسى: لا نسترجع جرحاً فقط بل نجدد العهد بأن تظل الكويت حرة أبية تصان بوحدة الصف
  • يعقوب الصانع: لن ننسى الشهداء والأسرى ومأساة الاحتلال ستظل محفورة في الذاكرة
  • يوسف العلي: الوطن لا يُحمى بالقوة فقط بل بإيمان شعبه به واستعداده للتضحية من أجله
  • أحمد المليفي: الغزو كان محاولة يائسة لكسر الإرادة وتغيير هوية شعب عاش حراً

أسامة أبو السعود – عاطف رمضان

35 عاماً مر على أبشع جريمة ارتكبها النظام العراقي البائد بحق الكويت وأهلها، ٣٥ عاما على احتلال بغيض لم ير التاريخ له مثيلا، ٣٥ عاما مازالت تتجدد فيها الذكرى لكل ام ثكلى ولكل ارملة فقدت زوجها ولكل ابن استشهد والده في الغزو او أسير بين قطبان الطاغية وسجونه التي كانت شاهدا على حجم المأساة.

محنة كبيرة عاشها اهل الكويت خلال الغزو الغاشم، لكنها كشفت معدن هذا الشعب الأبي الذي التف حول قيادته الحكيمة وأعطى درسا للعالم اجمع بأن الشعب الكويتي شعب الصمود والنضال والدفاع المشرف عن ارضه ووطنه وقيادته.

«الأنباء» رصدت آراء عدد من الوزراء السابقين حول محنة الغزو الغاشم، حيث اجمعوا على انها ستبقى درسا للتاريخ عن صمود وبطولة أهل الكويت وتفانيهم في الدفاع عن وطنهم والتفافهم حول قيادتهم حتى عادت الكويت حرة أبية بفضل الله وبمساعدة الأشقاء وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون والدول الشقيقة والصديقة.

في البداية، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الدولة لشؤون البلدية والاتصالات السابق فهد الشعلة أن الغزو العراقي لدولة الكويت «كارثة شاملة» تركت آثارا عميقة على الكويت والمنطقة بأكملها، ولاتزال المنطقة تعاني من بعض هذه الآثار حتى هذا اليوم.

وتابع الشعلة: ذكرى الغزو الغاشم تذكرنا دائما بصمود الشعب الكويتي الأبي تجاه الغزاة وتضحيات الشعب في الدفاع عن الوطن، نسأل العلي القدير ان يرحم ويغفر لشهداء الوطن وان يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

من جهته، وصف وزير التربية ووزير التعليم العالي السابق د.أحمد المليفي يوم 2 أغسطس من عام 1990 بأنه «يوم الغدر والخيانة»، حيث امتدت يد الظلم والعدوان في محاولة خبيثة لاغتيال السيادة الوطنية لدولة مجاورة، وطمس هوية وطن آمن مسالم، بغزو غادر شنه النظام العراقي البائد على دولة الكويت فجر الثاني من أغسطس.

وتابع قائلا «لم يكن ذلك الغزو مجرد اجتياح للأرض، بل كان محاولة يائسة لكسر الإرادة، وسلب الكرامة، وتمزيق النسيج الوطني، وتغيير هوية شعب عاش حرا، وبنى دولته بالعلم والعمل والانفتاح والتسامح.

وشدد د.المليفي على ان النظام العراقي الغادر كان يعتقد أن غزو الكويت نزهة في حديقة غنية بالثمار والإنتاج ولكنه فوجئ بها حديقة مليئة بالأشواك طعمها للغادرين حنظل وشرابها للمعتدين سم زعاف.

وأضاف: كما لم يكن في حسبان المعتدي، أن الكويت لم تكن يوما مجرد أرض، بل كانت شعبا أبى الخضوع، وقيادة واجهت المحنة بثبات، ومجتمعا توحد في وجه الظلم، ورفض كل محاولات الاختراق والتمزيق.

بدوره قال وزير التجارة والصناعة الأسبق، ورئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية للاستثمار، د.يوسف العلي إن ذكرى الغزو العراقي الغاشم للكويت تبقى حاضرة في القلب والعقل، مؤكدا أن أهم ما يجب أن نحمله في كل ذكرى هو أننا ككويتيين عندما توحدنا انتصرنا.

وأضاف العلي: «الرسالة الكبرى من الغزو هي أن الوطن لا يحمى بالقوة فقط، بل بإيمان شعبه به، واستعداده للتضحية من أجله».

واسترجع العلي لحظة لا تغيب عن ذاكرته، عندما بقيت إرادة التحرير مشتعلة في القلوب، سواء داخل البلاد أو في المنافي، مضيفا: «كانت تلك اللحظات كفيلة بأن تغير مفاهيم كثيرة لدينا، وتثبت أن الكويتيين رغم قسوة اللحظة، لم ينكسروا».

وعن أبرز الدروس المستخلصة من تلك المرحلة، أكد العلي أن أهم درس تعلمناه من الغزو أن هشاشة الأمن الداخلي أخطر من أي تهديد خارجي، ولقد وعينا حينها أن اللحمة الوطنية ليست مجرد شعار، بل خط الدفاع الأول عن السيادة، ولكن للأسف هذا الدرس لا يترجم بالكامل اليوم في واقعنا.

وفيما يخص وعي الجيل الجديد، قال: «نعيش اليوم مع أجيال لم تعش الغزو، لكنها مسؤولة عن حماية ما بعده مما يضع علينا كأفراد ومؤسسات مسؤولية كبرى في نقل الذاكرة كما هي، لا كما تختصر في كتب أو شعارات سنوية».

واختتم العلي تصريحه برسالة للكويتيين قائلا: «بعد 35 عاما على الغزو، أقول لكل كويتي، لا تجعل الذكرى مجرد طقس سنوي، بل وعي يومي، لأن التاريخ يعيد نفسه حين ينسى، حافظوا على وطنكم من الداخل قبل أن تهدده الأخطار من الخارج».

من جانبه، قال وزير الأشغال الأسبق علي الموسى انه «في الثاني من أغسطس، لا نسترجع جرحا فقط، بل نجدد العهد بأن تظل الكويت حرة أبية، تصان بوحدة الصف وصدق الولاء، لا بالشعارات العابرة». وأضاف الموسى: «أن الغزو علمنا أن الأمن لا يشترى، وأن البيت لا يحمى إلا بأهله»، مشيرا إلى أنه وبعد مرور 35 عاما، ما زلنا نؤمن بأن التلاحم الوطني هو السلاح الأقوى في وجه التحديات، مهما تغيرت أشكالها، وفي هذه الذكرى الخالدة، نحيي شهداء الوطن وأبطاله، ونوجه رسالتنا للجيل الجديد «الولاء لا يورث بالأقوال.. بل يصنع بالفعل والموقف». وزاد: «نسأل الله أن يحفظ الكويت وأهلها من كل سوء، وأن نكون ممن يصونون التاريخ ليبنوا به مستقبلا أكثر وعيا وأمانا».

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version