أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق سلام شامل يرضي جميع الأطراف في الصراع الدائر. وفي ظل هذه التطورات، وافقت ألمانيا على استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا، بينما أعلنت روسيا استعدادها لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن إمكانية تسوية للحرب. هذا الوضع المعقد يثير تساؤلات حول مستقبل المفاوضات، ومصير الأراضي المتنازع عليها، وكيفية التعامل مع الأصول الروسية المجمدة، وهو ما سنستعرضه في هذا المقال.

تطورات المفاوضات والملفات العالقة

لا تزال المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا تواجه عقبات كبيرة، أبرزها الخلافات حول مسألة الأراضي ومستقبل الأصول الروسية المجمدة في الخارج. وأوضح زيلينسكي أن التوصل إلى حلول نهائية يتطلب المزيد من الجهد والتنازلات من كلا الطرفين.

مقترح زاباروجيا النووية والضمانات الأمنية

أبدى زيلينسكي تحفظه على المقترح الأمريكي بشأن تقاسم محطة زاباروجيا النووية بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، واصفاً إياه بأنه غير عادل. كما أعرب عن رغبته في أن تكثف الولايات المتحدة ضغوطها على روسيا، وأن تقدم مزيداً من التفاصيل حول الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها لأوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام.

“السؤال الرئيسي الذي لم أحصل على إجابة واضحة له حتى الآن هو: ما هي الضمانات الأمنية الشاملة التي ستقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا؟ وماذا ستفعل إذا قامت روسيا بأي عدوان جديد؟” هكذا تساءل زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي.

جولة محادثات جديدة مع الولايات المتحدة واستخدام الأصول الروسية

أعلن زيلينسكي عن جولة جديدة من المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة ستعقد يومي الجمعة والسبت في الولايات المتحدة. وشدد على أن الأصول الروسية المجمدة سيتم استخدامها لإعادة إعمار أوكرانيا في حال التوصل إلى سلام، أو لدعم الجيش الأوكراني إذا استمرت الحرب.

وأشار إلى أن أغلب قادة الاتحاد الأوروبي يؤيدون منح كييف قرضا ممولا من الأصول الروسية المجمدة، مؤكداً أن هذا الإجراء سيساهم في تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية والاقتصادية.

العجز المالي وتأثيره على القدرات العسكرية

أوضح زيلينسكي أن أوكرانيا تواجه عجزا في المساعدات الخارجية يتراوح بين 45 و50 مليار يورو (53-59 مليار دولار) في عام 2026. وحذر من أنه إذا لم تتلق كييف الشريحة الأولى من قرض يتم تمويله باستخدام الأصول الروسية بحلول الربيع المقبل، فسيتعين عليها خفض إنتاج الطائرات المسيّرة بشكل كبير.

وأضاف: “إذا لم يتم تقديم الدعم لأوكرانيا، فهناك احتمالات ألا نتمكن من الصمود، وستدفع أوروبا الثمن باهظاً”. وأكد أن العجز المالي يؤثر بشكل مباشر على قدرة أوكرانيا على القتال في الصفوف الأمامية.

موقف الاتحاد الأوروبي وألمانيا

في تطور لافت، وافق المستشار الألماني فريدريش ميرتس على استخدام الأصول الروسية المجمدة في ألمانيا لدعم أوكرانيا. ومن المتوقع أن تُستخدم هذه الأصول لمنح أوكرانيا قروضا تصل قيمتها إلى 90 مليار يورو خلال عامين.

اتفاق مبدئي في قمة بروكسل

أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن زعماء دول الاتحاد الأوروبي اتفقوا في قمة بروكسل على العمل على خيار تمويل أوكرانيا في عامي 2026 و2027 من خلال استخدام الأصول الروسية المجمدة بدلا من اللجوء إلى الاقتراض المشترك من دول التكتل.

وأشار توسك إلى أن هناك بعض الدول التي ستواصل الضغط لضمان أكبر قدر من الضمانات لمصالحها، لكنه أكد أن هناك توافقاً عاماً على أن استخدام الأصول الروسية لصالح أوكرانيا سيكون مبرراً وجيداً لأوروبا.

العقوبات الأوروبية والرد الروسي

فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 41 سفينة إضافية من ناقلات أسطول الظل التي تساهم في عائدات الطاقة الروسية، ليصل إجمالي السفن المدرجة في قائمة العقوبات إلى ما يقارب 600 سفينة. وتهدف هذه العقوبات إلى تقييد قدرة روسيا على تمويل الحرب في أوكرانيا.

في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن اللجنة الدولية المعنية بالمطالبات المرتبطة بحرب أوكرانيا لا تتمتع بأي صلاحيات قانونية بالنسبة لروسيا، وأنها مجرد محاولة من الدول الأوروبية لنشر الدعاية المناهضة لروسيا.

استعداد روسيا للحوار مع واشنطن

أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن روسيا تستعد لإجراء اتصالات مع الولايات المتحدة للحصول على تفاصيل بشأن المحادثات التي أجرتها واشنطن مع القوى الأوروبية وأوكرانيا بشأن إمكانية تسوية سلمية للصراع الأوكراني.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن الجانب الروسي بصدد التحضير لهذه الاتصالات لمعرفة نتائج ما قام به الأميركيون مع الأوروبيين وأوكرانيا.

الخلاصة:

إن الوضع في أوكرانيا لا يزال معقداً ومتشابكاً، وتتطلب تسوية الصراع جهوداً دبلوماسية مكثفة وتنازلات من جميع الأطراف. استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا يمثل خطوة مهمة، لكنه يثير أيضاً تساؤلات حول الشرعية القانونية والآثار المحتملة على العلاقات الدولية. مستقبل المفاوضات يعتمد على قدرة الأطراف المعنية على إيجاد أرضية مشتركة، وتقديم ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا، والالتزام بإنهاء الحرب بشكل عادل ودائم. بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا من قبل الدول الغربية، بما في ذلك الدعم الأوروبي و الأصول المجمدة، يعتبر أمراً حاسماً لتمكينها من الدفاع عن نفسها وتحقيق السلام.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version