كوالالمبور- بدت الدكتورة فوزية محمد حسن شديدة التأثر وهي تقرع بشدة على آنية طبخ، خلال مشاركتها في مظاهرة دعت إليها جمعيات خيرية داعمة للشعب الفلسطيني.

وعُرفت الطبيبة النسائية بتسخيرها نفسها ومهنتها الطبية لخدمة المجتمعات المظلومة لا سيما في فلسطين من خلال جمعية “ماي كير” وجمعية “من وردة لوردة” التي أسستها من أجل مساعدة نساء ماليزيا لأخواتهن في قطاع غزة، وتطوعت لعلاج نساء غزة كلما أتيحت لها فرصة وشاركت في قافلة الحرية لكسر الحصار عن القطاع.

وطالبت المظاهرة -التي دعت إليها جمعيات أهلية داعمة للشعب الفلسطيني- بكسر الحصار عن قطاع غزة وإنقاذ الشعب الفلسطيني من خطر التجويع والقتل والإبادة الجماعية، وانضم إليها مرافقات لجرحى فلسطينيين استقبلتهم ماليزيا العام الماضي، وطافت المظاهرة حول برجي بتروناس في كوالالمبور بعد ظهر اليوم السبت.

وتقول زينب برهوم، وهي من سكان مدينة رفح، إنها وزميلاتها وأولادهن شاركن في كل فعالية تطالب بوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وتعتبر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عاما مؤامرة دولية.

وتردف برهوم، في حديثها للجزيرة نت، بالقول إنها لم تعد قادرة على سؤال أهلها عن حالهم، فهم ليسوا بخير والجريح فيهم لا يجد دواء ولا مسكّنا للآلام، وبعض أسر إخوانها وأخواتها لم يأكلوا خبزا منذ أسابيع، ويشربون ماء ملوثا، وناشدت من بقي عنده نخوة أو بقية دين وعروبة أن يفعل شيئا لفك الحصار وإيصال المساعدات.

KUALA LUMPUR, MALAYSIA – AUGUST 02: Pro-Palestinian protesters perform a protest in front of a Starbucks, highlighting the ongoing crisis in Gaza during a march to express solidarity with the people of Palestine on August 2, 2025 in Kuala Lumpur, Malaysia. Protesters in Malaysia joined marches and actions globally, as pressure mounts on the Israeli government over a devastating humanitarian crisis unfolding as its war against Hamas continues. (Photo by Annice Lyn/Getty Images)

قرع الأواني

مظاهرة المؤسسات الخيرية الماليزية واحدة من الفعاليات الشعبية النادرة التي تنظم في محيط برجي بتروناس في كوالالمبور، وهيمن عليها شعار واحد عبرت عنه أصوات قرع أواني الطعام، وشهدت تمثيلا صامتا يحاكي واقع الشعب الفلسطيني في ظل الحرب، بما فيه من قتل للنساء والأطفال الساعين للحصول على شيء من المساعدات الإنسانية أو في الخيام التي يلجؤون إليها بعد تشريدهم.

واتهم منظمو المظاهرة النظام الدولي بالتقاعس عن وقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، والنفاق في التعاطي مع القضية الإنسانية في فلسطين، كما اتهموا الولايات المتحدة بالمسؤولية المباشرة عن جرائم الحرب ودعوا الدول التي تؤمن بالمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان إلى فرض حصار سياسي واقتصادي على إسرائيل، ومقاطعة الشركات الدولية الداعمة لها.

وقال تيان تشوا الأمين العام لسكرتارية التضامن مع فلسطين إن الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الإبادة الجماعية وقتل النساء والأطفال والمدنيين غير المسلحين، كما أنها -الولايات المتحدة- أكبر مزود للسلاح لإسرائيل إلى جانب ما تقدمه من دعم مالي وتوفير للغطاء السياسي لجرائمها.

وأضاف تشوا، وهو عضو برلمان سابق، في تصريح للجزيرة نت إن “الولايات المتحدة تقدم دعما عسكريا وماليا وسياسيا غير مشروط للنظام الصهيوني، وهذا ما يستوجب الإدانة”، وأضاف أن “إسرائيل لا تستحق الشجب فحسب، بل إنها باتت شرا على الإنسانية، وهذه أحلك فترة في عصرنا ويجب ألا نسمح لها بالاستمرار”.

وقال تشوا إن القوى الغربية “بلغت ذروة النفاق، وإن هي كانت صادقة بحديثها عن الإنسانية وحقوق الإنسان فلتوقف تسليحها لإسرائيل وتقطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية معها.

الموقف الحكومي

على المستوى الرسمي، دعت ماليزيا إلى التحقيق في استشهاد أكثر من 1300 من طالبي المساعدات في قطاع عزة، ومعاقبة المسؤولين عن ذلك إلى جانب جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وقال وزير الخارجية محمد حسن، في بيان، إن ماليزيا تعرب عن قلقها المتواصل من استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ترتكبها ما وصفها بقوات النظام الصهيوني، وتطالب بكل السبل بوقف فوري لأعمال القتل والتهجير وإنهاء الحصار.

وأضاف حسن أن الكارثة المتنوعة التي يعيشها الفلسطينيون نتيجة مباشرة عن عدم التزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي، وممارستها سياسات قتل المدنيين وتجويعهم وتهجير قرابة مليونين من منازلهم.

ويتوافق الموقف الحكومي مع ما دعت إليه المؤسسات الإنسانية، وقال بيان للمنظمين إن المظاهرة تأتي في سياق حملة دولية لفك الحصار عن قطاع غزة.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة “ماي كير” قمر الزمان أنور إن جميع المطالب تتركز على وقف جرائم الإبادة الجماعية، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية والمواد والأطقم الطبية، ووصف ما يحدث في فلسطين بأنه أسوأ مجاعة تحدث في العصر الحديث وهو ما لم يحدث في الحربين العالميتين.

وأطلق عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وان سبكي نداء لحكام الدول العربية والإسلامية بأن يتحركوا ويكسروا الحصار، وقال في تصريح للجزيرة نت إن فلسطين تحتاج إلى وقفة صحيحة تحفظ للأمة كرامتها وعزتها، وأن ما تحتاجه فلسطين ليس الطعام فحسب وإنما موقف مشرف.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version