دشّن رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، يوم الاثنين مركز “هداية” الجديد في المسجد النبوي. يهدف هذا المركز إلى تعزيز الخدمات الدعوية والإرشادية المقدمة لزوار المسجد النبوي الشريف، وذلك من خلال توفير الكتب والمواد الدعوية التي تساهم في إثراء تجربتهم الإيمانية. هذا الإطلاق يأتي ضمن سلسلة مبادرات رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين.
الحدث جرى في المدينة المنورة، حيث اطلع الدكتور السديس على تفاصيل المركز الجديد وأهدافه. وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود المستمرة لتعزيز الوعي الديني وتقديم الدعم الإرشادي لضيوف الرحمن، بما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية في تطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.
مركز “هداية”: تعزيز الخدمات الدعوية والإرشادية
يُعد مركز “هداية” مبادرة نوعية تهدف إلى توفير مصادر معرفية متنوعة لزوار المسجد النبوي. سيقوم المركز بإهداء الكتب والرسائل الدعوية والإرشادية التي تتناول مختلف جوانب الإسلام، مع التركيز على الوسطية والاعتدال. ويهدف المركز إلى تلبية احتياجات الزوار المعرفية والدينية، وتعزيز فهمهم للإسلام الصحيح.
أهداف المركز ورؤيته
تسعى رئاسة الشؤون الدينية من خلال هذا المركز إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، بما في ذلك:
- نشر القيم الإسلامية السمحة وتعزيز الوعي الشرعي.
- توفير مصادر موثوقة للمعلومات الدينية.
- تعزيز الارتباط بالعلم الشرعي ومنهج الوسطية والاعتدال.
- إثراء التجربة الإيمانية والمعرفية لزوار المسجد النبوي.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل المركز منصة لتقديم الإرشاد الديني والتوعية بالقضايا المعاصرة التي تهم المسلمين. ويأتي هذا في إطار جهود الرئاسة لمواكبة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وتقديم الحلول المناسبة.
وتشير التقارير إلى أن المركز سيضم مجموعة متنوعة من الكتب والمواد الدعوية بلغات مختلفة، لتلبية احتياجات الزوار من مختلف أنحاء العالم. كما سيتم توفير مواد إلكترونية عبر الإنترنت، لتوسيع نطاق الوصول إلى هذه المصادر المعرفية. الخدمات الدينية المقدمة في المسجد النبوي تشهد تطوراً مستمراً.
التحول الرقمي وتعزيز الكفاءة المؤسسية
خلال الزيارة، اطلع الدكتور السديس على التقرير السنوي لرئاسة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي لعام 2025. التقرير سلط الضوء على جهود الرئاسة في مجال التحول الرقمي ورفع كفاءة الخدمات المؤسسية. وتشمل هذه الجهود تطوير الأنظمة الإلكترونية، وأتمتة العمليات، وتدريب الكوادر البشرية على استخدام التقنيات الحديثة.
وأكد الدكتور السديس على أهمية مواصلة التطوير والتحديث، واستثمار التقنيات الحديثة لتعزيز جودة العمل ودعم رسالة الرئاسة في خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي. كما شدد على ضرورة تحقيق أعلى مستويات الاحترافية والحوكمة في جميع جوانب العمل. التحول الرقمي يمثل عنصراً أساسياً في تطوير الخدمات المقدمة.
ويعكس التقرير السنوي التقدم الملحوظ الذي حققته الرئاسة في مجال التطوير المؤسسي، والذي يهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة لقاصدي المسجد النبوي. وتشمل هذه التحسينات تطوير البرامج الدينية والإثرائية، وتوفير بيئة مريحة وآمنة للزوار. الرئاسة تسعى باستمرار لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه الرئاسة، مثل زيادة عدد الزوار وتلبية احتياجاتهم المتنوعة. يتطلب ذلك بذل المزيد من الجهود لتطوير الخدمات وتوسيع نطاقها. الرئاسة تعمل على مواجهة هذه التحديات من خلال التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في الموارد البشرية والتقنية.
من المتوقع أن تستمر رئاسة الشؤون الدينية في إطلاق المزيد من المبادرات والبرامج التطويرية في المستقبل القريب. وتشير التوقعات إلى أن الرئاسة ستركز على تطوير الخدمات الرقمية، وتوسيع نطاق الوصول إلى المعلومات الدينية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية الأخرى. سيتم تقييم أثر هذه المبادرات بشكل دوري لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. الرئاسة تلتزم بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
