ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم تتجاوب مع جهوده للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا، بينما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه قال إن اللقاء “لن يثمر نتائج”، وقد أكد زيلينسكي أنه لا يرى مؤشرات إيجابية من جانب موسكو.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، في أثناء استقباله نظيره البولندي كارول ناوروتسكي “مهما كان قراره (بوتين)، فإما أن نكون سعداء به أو غير سعداء”.

وتابع “إذا كنا غير راضين عنه، فسترون أشياء تحدث”. ولم يخض الرئيس الأميركي في التفاصيل، لكنه كان قد توعد سابقا بفرض عقوبات إضافية على موسكو.

أما الرئيس الروسي، فقال في تصريحات من العاصمة الصينية بكين -ردّا على أسئلة الصحفيين- إنه “مستعد لمقابلة زيلينسكي، لكن السؤال هو عن جدوى ذلك”.

وأضاف أن “صلاحيات زيلينسكي انتهت، واللقاء معه لن يثمر نتائج”، لكنه أضاف “إذا كان زيلينسكي مستعدا، فليأت إلى موسكو”، رغم أن الولايات المتحدة وحلفاء كييف اقترحوا عقد اللقاء في مكان محايد.

“ضوء بنهاية النفق”

ورغم شكوكه، تحدث بوتين عن “ضوء في نهاية النفق”، وتابع قائلا “لنر كيف يتطور الوضع، وإذا لم يتم الأمر (التوصل إلى اتفاق)، فيجب علينا حل كل مسائلنا عسكريا”.

وأضاف أن القوات الروسية “تتقدم على كل الجبهات” بعد أكثر من 3 سنوات على بدء الحرب، ورأى أن القوات الأوكرانية لا تملك الإمكانات لتنفيذ “عمليات هجومية كبرى” وتحاول فقط الحفاظ على مواقعها.

وأكد أن بلاده لا تحارب في أوكرانيا من أجل الحصول على أراض، وأنها تعارض انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا حربا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.

وتتقدم القوات الروسية على خط الجبهة شرق وجنوب أوكرانيا منذ أكثر من عام، مستغلة نقص القوات والعتاد الذي يعانيه الأوكرانيون.

ويسيطر الجيش الروسي حاليا على خُمس الأراضي الأوكرانية تقريبا، بينما تطالب أوكرانيا بانسحابه من كل هذه الأراضي.

لقاء ماكرون وزيلينسكي

من ناحية أخرى، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قصر الإليزيه، مؤكدا أن أوروبا مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لكييف فور توقيع اتفاق سلام ينهي الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال ماكرون، عشية استضافة قمة لقادة أوروبيين ضمن “تحالف الراغبين” الداعم لكييف، إن “المساهمات التي أعدت ووثقت وأكدت بعد ظهر اليوم على مستوى وزراء الدفاع، في سرية تامة، تمكنني من القول: انتهى الأمر، هذا العمل التحضيري قد اكتمل، وسيتم الآن اعتماده سياسيا”.

وتابع “نحن مستعدون لسلام قوي وسلام دائم لأوكرانيا والأوروبيين”، مردفا أن “السؤال الآن هو معرفة مدى صدق روسيا”.

بدوره، قال زيلينسكي “للأسف لم نر بعد مؤشرات من جانب روسيا تظهر أنها ترغب في وضع حد للحرب”، معربا عن ثقته بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ستساند كييف في “زيادة الضغط على روسيا للتقدم نحو حل دبلوماسي”.

وتكتم الزعماء الأوروبيون على طبيعة الضمانات التي من المتوقع أن تشمل نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، وتدريب الجيش الأوكراني، في حين ستضطلع الولايات المتحدة بدور داعم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version