التقى معالي رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بمجموعة من مدرّسي المسجد النبوي في المدينة المنورة. جاء هذا اللقاء في إطار حرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على متابعة منظومة التعليم في المسجد النبوي، وتطويرها بما يخدم رواد المسجد وقاصديه من الحجاج والمعتمرين والزوار. ويهدف اللقاء إلى تعزيز الرسالة العلمية والتوجيهية التي يضطلع بها المسجد النبوي الشريف.

وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه المدينة المنورة توافد أعداد كبيرة من الزوار والمصلين، خاصة مع اقتراب موسم الحج. وتؤكد الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على أهمية دور المعلّمين في إثراء التجربة الدينية للزوار وتقديم العلم الشرعي بمنهجية واضحة وميسرة.

تطوير التعليم في المسجد النبوي: رؤية واستراتيجيات

ركز اللقاء بشكل أساسي على مناقشة سبل تطوير البرامج التعليمية المعروضة في المسجد النبوي. يهدف ذلك إلى رفع مستوى جودة الدروس والحلقات العلمية، وتلبية احتياجات مختلف الفئات من طلاب العلم والزائرين. تعتبر هذه الجهود جزءًا من خطة شاملة لتحديث المناهج وتبني أساليب تدريسية متطورة.

أهم محاور النقاش

ناقش الاجتماع عدة محاور رئيسية، من بينها ضرورة العناية بتأصيل العلم الشرعي القائم على الكتاب والسنة النبوية المطهرة. كما تطرق إلى أهمية ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في التعليم، لمواجهة الفكر المتطرف. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تقديم المحتوى التعليمي.

وشدد الشيخ الدكتور السديس على أهمية الإخلاص في التعليم، وتعظيم شرف المكان، وأن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه. وأشار إلى أن التعليم في المسجد النبوي يمثل فرصة عظيمة لنشر العلوم الشرعية وتعزيز الفهم الصحيح للدين الإسلامي. وبحسب مصادر الرئاسة، فإن الهدف هو إيصال العلم الشرعي بما يحقق مقاصده السامية، ويساهم في بناء مجتمع واعٍ ومسؤول.

وتعتبر هذه الجهود امتدادًا للرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لشؤون الحرمين الشريفين، وتسخير كافة الإمكانات لخدمة قاصديها. فقد كانت هناك مبادرات سابقة تهدف إلى تطوير البنية التحتية التعليمية في المسجد النبوي، وتوفير المقاعد الدراسية والمواد التعليمية اللازمة.

ولم يقتصر النقاش على تطوير المناهج، بل امتد ليشمل آليات تقييم أداء المعلمين، وتقديم الدعم التدريبي اللازم لهم. فقد أكد الشيخ السديس على أهمية تطوير الكفاءات التعليمية لدى المعلمين، من خلال إلحاقهم بالدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة. ويرى مختصون في العلوم الإسلامية أن هذه الخطوة ضرورية لضمان تقديم محتوى تعليمي ذي جودة عالية.

بالإضافة إلى ذلك، تناول اللقاء موضوع توحيد الجهود بين مختلف الجهات المعنية بالتعليم في المسجد النبوي، بما في ذلك الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والجامعات الإسلامية. ويرجع ذلك إلى أهمية التنسيق فيما بين هذه الجهات لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من الدروس الدينية في المسجد النبوي.

وفي سياق متصل، يشهد المسجد النبوي اهتمامًا بالغًا بتقديم المحتوى العلمي باللغات المختلفة، لتلبية احتياجات الزوار من مختلف الجنسيات. وقد قامت الرئاسة بتوفير مترجمين فوريين للدروس العلمية، بالإضافة إلى ترجمة المواد التعليمية المكتوبة والمرئية. ويأتي هذا في إطار سعي الرئاسة لتسهيل عملية التعلم للجميع.

وتأكيدًا لأهمية الدور المجتمعي، ذكرت مصادر في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن هناك خططًا لتعزيز الشراكة مع المؤسسات العلمية والتعليمية في المدينة المنورة، بهدف إثراء الحراك العلمي في المسجد النبوي. ويشمل ذلك تنظيم الندوات والمحاضرات والملتقيات العلمية، بدعوة نخبة من العلماء والمفكرين.

من المتوقع أن تعلن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن تفاصيل الخطة الجديدة لتطوير التعليم في المسجد النبوي خلال الأسابيع القليلة القادمة، مع تحديد جدول زمني لتنفيذها. وتعتبر متابعة تنفيذ هذه الخطة من قبل الجهات المعنية أمرًا بالغ الأهمية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، وبخاصة فيما يتعلق بجودة التعليم الشرعي المقدم للزوار.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version