في مشهد يختصر حجم المأساة في قطاع غزة، وثقت عدسات المراسلين لحظات مروعة لأب فلسطيني يحاول بشجاعة يائسة إنقاذ طفله من ألسنة اللهب، بعدما اندلع حريق هائل جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، مساء السبت.

الخيام التي كانت توصف بـ”الآمنة” بحسب تصريحات الجيش الإسرائيلي، تحولت إلى كتل من النار والرماد بعد أن طالتها غارات مكثفة، وسط اكتظاظ بعائلات فرت من جحيم القصف في شمال القطاع لتواجه مصيراً مشابهاً في الجنوبالكاميرات التقطت لحظة مأساوية لأب يبحث وسط الجثث والنيران عن ابنه، يحاول احتضانه رغم اشتعال النيران من حوله، في صورة تجسد الواقع المرير الذي يعيشه المدنيون في غزة، حيث لم تعد هناك أماكن آمنة.

وبحسب مصادر طبية، أسفرت الغارات عن سقوط 34 شهيداً على الأقل، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى عشرات الجرحى الذين أصيبوا بحروق خطيرة. وتتفاقم المأساة مع غياب الماء والغذاء وتهالك الخدمات الطبية، في وقت تواصل فيه الحرب الإسرائيلية حصد أرواح الأبرياء بلا هوادة.

هذا المشهد الموجع ليس الأول من نوعه، بل هو جزء من سلسلة مجازر يومية تستهدف المدنيين في غزة، حيث تحولت أماكن اللجوء إلى ساحات موت، وسط صمت دولي مطبق، وعجز واضح عن وقف حمام الدم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version