نفذت المقاومة الفلسطينية، اليوم السبت، هجمات نوعية ضد قوات الاحتلال بقطاع غزة، وفي حين تستعد هذه القوات لتسريع العملية الهادفة لاحتلال مدينة غزة، وصف الناطق باسم الدفاع المدني بالقطاع محمود بصل ما يجري في حي الزيتون بأنه عملية إبادة.

وقالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنها استهدفت بقذائف هاون موقع قيادة وسيطرة إسرائيليا على محور صلاح الدين جنوب مدينة رفح جنوبي القطاع.

وأضافت أنها استهدفت، بالاشتراك مع سرايا القدس، موقع قيادة وسيطرة إسرائيليا في محيط مجمع المحاكم في خان يونس بقذائف الهاون.

كما بثت القسام صورا لاستهداف جنود وآليات جيش الاحتلال في محاور التوغل شرق مدينة غزة.

وتظهر المشاهد قنص مقاتلي القسام جنودا إسرائيليين في شوارع المنطار وبغداد والمنصورة في حي الشجاعية. كما استهدف مقاتلو القسام آليات إسرائيلية متوغلة في أحياء التفاح والزيتون والشجاعية بقذائف الياسين 105.

وتظهر الصور أيضا قصف القسام مواقع قيادة وسيطرة وتجمعات للجيش الإسرائيلي شرق حي التفاح بقذائف الهاون.

بدورها، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– أن مقاتليها قصفوا ظهر اليوم بقذائف الهاون مقر قيادة وسيطرة الجيش الإسرائيلي في أرض البرعصي جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.

هذا الزخم العسكري من عمليات للمقاومة يرافقه قصف كثيف من قبل قوات الاحتلال على أطراف مدينة غزة.

تسريع احتلال غزة

يأتي ذلك فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يستعد لتسريع العملية الهادفة لاحتلال مدينة غزة وفق توجيهات القيادة السياسية.

وأضافت الهيئة أن قادة الجيش يعقدون اجتماعا في قيادة المنطقة الجنوبية بشأن العمليات العسكرية في غزة، مشيرة إلى أن رئيس الأركان إيال زامير سيصل غدا الأحد إلى قيادة المنطقة الجنوبية للتصديق على خطط احتلال مدينة غزة، ثم يعرضها على وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن قوات ناحال واللواء السابع باشرا خلال الأيام الأخيرة عملية عسكرية في منطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة.

وبث الجيش الإسرائيلي صورا قال إنها لعمل قواته التي تسعى لكشف العبوات الناسفة وتدمير البنى التحتية العسكرية، وأكد الجيش الإسرائيلي تعرّض قواته لصاروخ مضاد للدروع في المنطقة.

محور ماجن عوز و محور موراغ

تزامن ذلك مع ما أعلنه الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي من أن الجيش سيزود سكان القطاع بخيام ومعدات إيواء ابتداء من يوم غد الأحد استعدادا لتهجيرهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع.

وأضاف أدرعي “سيتم نقل المعدات عن طريق معبر كرم أبو سالم بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بعد خضوعها لتفتيش دقيق”. ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية فإن جيش الاحتلال يعمل على تهجير سكان حي الزيتون إلى جنوب محور موراغ.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن أمس الجمعة أن قوات الناحال واللواء 7 باشرا تحت قيادة الفرقة 99 العمل خلال الأيام الأخيرة بمنطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة.

عملية إبادة

في هذا السياق، وصف المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل ما يجري في حي الزيتون بأنه عملية إبادة.

وأضاف بصل، في تصريحات لقناة الأقصى الفضائية، أن قوات الاحتلال تستخدم الروبوتات لتفجير المساكن، مشيرا إلى انعدام جميع مقومات الحياة في القطاع.

وأكد أن طواقم الدفاع المدني تواجه صعوبات هائلة في الوصول إلى العالقين تحت الركام بسبب القصف المكثف ونقص المعدات، مؤكدا أن العديد من العائلات ما زالت محاصرة ومقطوعة عن أي إمدادات من غذاء أو دواء أو ماء.

يذكر أن حي الزيتون أقدم وأكبر أحياء قطاع غزة يتعرض لمسح ممنهج نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي المكثف من الطائرات الحربية والمدفعية، وعمليات النسف المتواصلة.

تدمير ممنهج

وفي السياق ذاته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان إن قوات الاحتلال تقوم منذ 6 أيام بتسوية حي الزيتون بالأرض مدمرة نحو 400 منزل.

وأشار المرصد إلى أن الهجوم على حي الزيتون يأتي ضمن هجوم أوسع لتدمير محافظة غزة على غرار ما جرى في محافظات رفح وشمال غزة وخان يونس.

ويرى الباحث في الشؤون الأمنية رامي أبو زبيدة، في تصريحات للجزيرة نت، أن ما يجري على الأرض من عملية نسف وتدمير واسعة في حيي الزيتون والصبرة في غزة منذ أيام عدة وما سبقه من تدمير حيي الشجاعية والتفاح يشير إلى بدء عملية عسكرية صامتة لاحتلال المدينة دون إعلان رسمي.

ويشير أبو زبيدة إلى أن الهدف العملياتي المعلن لجيش الاحتلال هو إفراغ الحي خلال 72 ساعة، مشيرا إلى أن الاحتلال إذا نجح في ذلك فسيسعى إلى تعميم النموذج على كامل مدينة غزة خلال الفترة القريبة.

المصدر: الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version