منذ أولى أحداثها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وصولا إلى هذه المرحلة التي قالت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إنها تخوض فيها حرب استنزاف، تكشفت التطورات عن قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في توفير سلاحها.

منذ اندلاع الأحداث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وصولا إلى هذه المرحلة التي قالت المقاومة الفلسطينية إنها تخوض فيها حرب استنزاف، تكشفت التطورات عن قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على توفير سلاحها.

وجاء تصريح مصدر قيادي في كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- للجزيرة بأن المقاومة لا تعتمد على تهريب السلاح عبر الحدود المصرية منذ سنوات طويلة، ليطرح مجددا أسئلة تتعلق بمصادر تطوير سلاح المقاومة، في قطاع عانى لسنوات طويلة حصارا خانقا من جهاته الأربع.

وكان المصدر القيادي قد قال -للجزيرة- إن ما يروجه الاحتلال كمبرر لتدمير مدينة رفح جنوبي القطاع، وتحويلها إلى “معسكر نازي”، محض أكاذيب ذات أهداف سياسية، مؤكدا أن معركة طوفان الأقصى أثبتت قدرة المقاومة على الاكتفاء الذاتي.

وسلط تقرير لقناة الجزيرة الضوء على سلاح المقاومة الفلسطينية التي تواجه عدوانا إسرائيليا، أظهرت خلاله أنها قادرة على استنزاف جيش الاحتلال بوسائل وبسلاح محلي الصنع.

فبعد سنوات الحصار الطويلة على قطاع غزة وقطع شرايين الإمداد من خارج حدوده، تطور مفهوم ذاتية السلاح إلى حدوده القصوى، وهو ما بيّنه تحقيق سابق للجزيرة ضمن برنامج “ما خفي أعظم”، إذ أظهرت الصور فرق التصنيع العسكري في كتائب القسام، وهي عاكفة على مهمتها في تصنيع صواريخ جديدة من مخلفات القذائف الإسرائيلية خلال الحرب على غزة عام 2014.

وفي مخابئ كتائب القسام، ولدت قذائف “الياسين 105″، ودخلت الخدمة مع عملية طوفان الأقصى، وأثبتت فعالياتها بتدمير مئات الآليات الإسرائيلية خلال هذه الحرب.

سر القدرة التدميرية

ولم يختلف الأمر بالنسبة للعبوات المتفجرة محلية الصنع مثل “شواظ” وغيرها. فقد صُنعت من مواد متاحة محليا، كالأنابيب المعدنية والصفائح النحاسية، وصُممت بقدرات عالية في اختراق دروع الآليات العسكرية.

ومن المواد الأولية نفسها، طورت كتائب القسام بندقية القنص الشهيرة باسم بندقية “الغول”، حتى وصلت إلى مدى ألفي متر، وأصبحت قادرة على اختراق السترات الواقية والخوذ وبعض الدروع الخفيفة.

ولم تكن المعادن التي وصلت إليها كتائب القسام في غزة المحاصرة، سوى بقايا خطوط أنابيب ضخمة لنقل المياه، كانت إسرائيل تسرق بها مياه غزة، واكتشفتها الكتائب عام 2017.

وحسب تقرير جعفر سلمات على قناة الجزيرة، فإن سر القدرة التدميرية لصواريخ القسام، كشفته صور عرضها برنامج “ما خفي أعظم”، إذ وصلت وحدة الضفادع البشرية في كتائب القسام إلى حطام سفينتين بريطانيتين مدمرتين منذ الحرب العالمية الأولى في أعماق بحر غزة. ومن ذخائرها المخزنة عززت الكتائب رؤوس صواريخها التي ضربت بها العمق الإسرائيلي.

واتسعت ذاتية السلاح لتشمل أبعادا استخبارية، عندما كشفت القسام عن عثورها على أدوات تجسس وتصوير وتنصت زرعها الاحتلال في القطاع خلال الحرب وسط الركام، قبل أن تعيد استخدامها بنفسها للاستطلاع.

وفي حرب الاستنزاف الذكية التي تخوضها، أعادت المقاومة تدوير مخلفات الاحتلال والركام والمعادن، وأنتجت أدواتها القتالية داخل بيئة محاصرة ومغلقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version