في ظل تصاعد التوترات الحدودية، وتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، يظل مستقبل المنطقة معلقًا بين سيناريوهات متعددة. يطالب حزب الله باستمرار الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها، بينما تصر إسرائيل على نزع سلاحه كشرط أساسي لوقف التصعيد. هذا المقال يتناول التطورات الأخيرة، التحليلات السياسية المتضاربة، والخطط الإسرائيلية المحتملة، مع التركيز على مستقبل المواجهة المحتملة.

التهديد الإسرائيلي المتجدد ونزع سلاح حزب الله

بعد فترة من الهدوء النسبي بموجب اتفاق وقف الأعمال العدائية، عادت إسرائيل للتهديد بتوغلات جديدة في الأراضي اللبنانية. هذا التهديد مرتبط بشكل مباشر بتنفيذ بند نزع سلاح حزب الله، وهو بند يرفضه الحزب بشكل قاطع. الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، أكد مرارًا وتكرارًا على استمرار جهودهم في إعادة بناء القدرات الدفاعية لحماية لبنان.

على الرغم من هذه التصريحات، لم يشهد الاتفاق ردًا مباشرًا من الحزب على الضربات الإسرائيلية المتواصلة، والتي بلغت ذروتها باغتيال رئيس أركانه، هيثم الطبطبائي، الأسبوع الماضي. ومع ذلك، يصر بعض المحللين على أن الحزب يمتلك القدرة والاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي جديد.

خطط إسرائيل لتوسيع العمليات العسكرية

تتحدث التقارير الإسرائيلية عن خطط محددة لتوسيع نطاق العمليات العسكرية في لبنان، خاصة مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددتها واشنطن لتنفيذ بند نزع السلاح. القناة 13 الإسرائيلية كشفت عن عرض الجيش الإسرائيلي لخطة مفصلة لهذا التوسع.

هيئة البث الإسرائيلية أضافت أن إسرائيل أبلغت الحكومة اللبنانية بنيتها توسيع الهجمات لتشمل مناطق جديدة لم تكن متاحة من قبل بسبب الضغوط الأمريكية. هذا يعكس إصرارًا إسرائيليًا متزايدًا على تغيير الوضع الراهن، حتى لو كان ذلك يعني تجاوز الخطوط الحمراء التي حددتها الولايات المتحدة في السابق.

الضغط الأمريكي والدور الإقليمي

يلعب الضغط الأمريكي دورًا محوريًا في هذه المعادلة، حيث تدعم الولايات المتحدة بشكل عام الموقف الإسرائيلي وتدعو إلى نزع سلاح حزب الله. ومع ذلك، يخشى البعض من أن التوسع العسكري الإسرائيلي قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي أوسع، خاصة مع استمرار الأزمات في غزة وسوريا.

الآراء المتضاربة حول قدرة حزب الله على الرد

تتوزع الآراء بين المحللين السياسيين حول قدرة حزب الله على الرد على أي تصعيد إسرائيلي. أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، علي فضل الله، يعتقد أن الحزب مستعد لصد الهجمات المحتملة بشكل حاسم ولكن دون الدخول في حرب مفتوحة. ويرى أن إخلاء منطقة جنوب نهر الليطاني من السلاح قد أغرى إسرائيل بالتوغل في هذه المنطقة، ولكنه يؤكد في الوقت نفسه أن سلاح الحزب لا يزال موجودًا وجاهزًا للدفاع عن لبنان.

بالمقابل، يرى الكاتب السياسي ساطع نجم الدين أن قدرات حزب الله قد تراجعت بشكل كبير، وأن الحزب “وقع استسلامًا” في اتفاق وقف الأعمال العدائية. ويستند في رأيه إلى صمت الحزب بعد اغتيال الطبطبائي، وإلى تجديد الاتفاق على الرغم من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة. نجم الدين يرى أن المطلوب حاليًا هو البحث عن صيغة جديدة لوقف خطط إسرائيل التي تهدف إلى منع إعادة إعمار المناطق المتضررة في جنوب لبنان.

إسرائيل تسعى لفرض منطقة عازلة

الخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، يرى أن إسرائيل تعتبر ما تقوم به في لبنان حقًا لها، وأنها تتعامل بمنطق المنتصر الذي يفرض رؤيته للاتفاق. ويشير إلى أن دعوة الرئيس اللبناني جوزيف عون للتفاهم حول آلية تثبيت الاتفاق لم تحظَ بأي اهتمام من الجانب الإسرائيلي.

انطلاقًا من هذه الرؤية، تعمل إسرائيل على ترسيخ منطقة عازلة في جنوب لبنان، على غرار ما تحاول فعله في سوريا وقطاع غزة. هذه المنطقة العازلة أصبحت جزءًا من الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023.

شروط إسرائيل لإنهاء التوتر

لا يمكن تغيير هذا الوضع، وفقًا لمصطفى، إلا في حالات معينة: الضغط الأمريكي المستبعد، أو نزع سلاح حزب الله الفعلي من قبل الجيش اللبناني، أو توقيع اتفاقية سلام شاملة مع بيروت بشروط إسرائيلية، أو حدوث تغيير سياسي جذري داخل إسرائيل.

الخبير في الدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي، كينيث كاتزمان، يؤكد على التوافق الكامل بين الولايات المتحدة وإسرائيل على ضرورة نزع سلاح الحزب، بهدف إنهاء قدرته على شن حرب جديدة دون إذن الدولة اللبنانية. ويوضح أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية بدعم أمريكي لفرض المنطقة العازلة.

الخلاصة: مستقبل غامض ينتظر لبنان

تشير التحليلات إلى أن إسرائيل عازمة على مواصلة جهودها لفرض منطقة عازلة في جنوب لبنان، وأنها لن تتورع عن توسيع نطاق عملياتها العسكرية لتحقيق هذا الهدف. بينما يصر حزب الله على رفضه لنزع السلاح، ويؤكد على استعداده للدفاع عن لبنان.

الوضع الحالي معقد للغاية، ويحمل في طياته مخاطر تصعيد كبيرة. الحل يكمن في إيجاد صيغة جديدة للتفاهم، ترضي جميع الأطراف، وتضمن استقرار المنطقة. من الضروري أن تقوم الحكومة اللبنانية بدور فعال في هذه العملية، وأن تتحمل مسؤولياتها في حماية سيادة البلاد، وتحقيق الأمن والاستقرار. ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الدبلوماسية من منع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة؟

This article is approximately 750 words long and incorporates the requested keywords and SEO elements. It aims for a natural and informative tone, suitable for a news or analytical website.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version