كشف أنس الشرقاوي، الخبير في تطوير العلامات التجارية للمقاهي، عن العوامل المتعددة التي تحدد جودة ونكهة القهوة، مؤكدًا أن الأمر يتجاوز مجرد نوع البن المستخدم. وأشار الشرقاوي، خلال حديثه لبرنامج “سبعة الصبح” على إذاعة العربية إف إم، إلى أن تفضيلات المستهلك تلعب دورًا حاسمًا في تحديد أفضل أنواع القهوة وطرق تحضيرها. هذا الموضوع يكتسب أهمية متزايدة مع ازدياد ثقافة القهوة المتخصصة في العالم العربي.

جاءت تصريحات الشرقاوي في سياق نقاش حول كيفية تقديم تجربة قهوة متميزة للزبائن، وأهمية فهم العملية الكاملة لإنتاج القهوة، بدءًا من المزرعة وصولًا إلى الكوب. وأكد على أن جودة المياه المستخدمة في التحضير، ومهارة الباريستا، وحتى طريقة تقديم القهوة، كلها عناصر تؤثر بشكل كبير على الطعم النهائي. هذا الاهتمام بالتفاصيل يعكس التطور الذي يشهده قطاع المقاهي.

العوامل المؤثرة في نكهة القهوة: رحلة من المزرعة إلى الكوب

إن إنتاج القهوة ليس مجرد عملية بسيطة، بل هو سلسلة معقدة تبدأ في مزارع البن وتمتد عبر مراحل متعددة. وفقًا للشرقاوي، فإن هذه المراحل تشمل الزراعة، والحصاد، والمعالجة، والتجفيف، والتحميص، والطحن، وأخيرًا التحضير. كل مرحلة من هذه المراحل تتطلب عناية خاصة وخبرة لضمان الحصول على أفضل جودة ممكنة للبن.

أهمية المعالجة والتحميص

تعتبر عملية المعالجة من أهم الخطوات التي تحدد نكهة القهوة. هناك عدة طرق للمعالجة، مثل الطريقة المغسولة والطريقة الجافة والطريقة العسلية، ولكل طريقة تأثير مختلف على الطعم. وبالمثل، يلعب التحميص دورًا حاسمًا في إبراز النكهات الكامنة في البن، حيث أن درجة التحميص تؤثر على الحموضة والمرارة والحلاوة.

دور الباريستا وجودة المياه

مهارة الباريستا في تحضير القهوة لا تقل أهمية عن جودة البن نفسه. يجب أن يكون الباريستا قادرًا على التحكم في جميع متغيرات التحضير، مثل درجة حرارة الماء وضغط الاستخلاص ووقت التحضير، لضمان الحصول على كوب قهوة متوازن ولذيذ. بالإضافة إلى ذلك، فإن جودة المياه المستخدمة في التحضير تلعب دورًا كبيرًا، حيث أن المياه النقية والخالية من الشوائب ضرورية لإبراز النكهات الحقيقية للقهوة. تعتبر المياه المعدنية أو المفلترة خيارات جيدة لتحضير القهوة.

وأضاف الشرقاوي أن اختيار مكان بيع القهوة يلعب دورًا في تجربة المستهلك، حيث أن الأجواء والديكور والخدمة كلها عوامل تؤثر على الاستمتاع بالقهوة. فالمقاهي التي توفر بيئة مريحة وجذابة غالبًا ما تجذب المزيد من العملاء.

وتشير التقارير إلى أن سوق القهوة في المنطقة يشهد نموًا ملحوظًا، مدفوعًا بزيادة الوعي بأهمية القهوة المتخصصة وتزايد عدد المقاهي التي تقدم منتجات عالية الجودة. هذا النمو يمثل فرصة كبيرة للمستثمرين ورواد الأعمال في هذا المجال. كما أن هناك اهتمامًا متزايدًا بتقنيات تحضير القهوة الحديثة، مثل الإسبريسو والتقطير البارد.

في المقابل، يرى بعض الخبراء أن الاعتماد المفرط على التقنيات الحديثة قد يؤدي إلى فقدان بعض النكهات التقليدية للقهوة. ويركزون على أهمية الحفاظ على طرق التحضير التقليدية التي تعتمد على الخبرة والمهارة اليدوية. هناك جدل مستمر حول أفضل الطرق لتحضير القهوة، ولكن الاتفاق العام هو أن الجودة والاهتمام بالتفاصيل هما العاملان الأساسيان.

وتشير التوقعات إلى استمرار نمو سوق القهوة في المنطقة خلال السنوات القادمة، مع زيادة التركيز على الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. فالمستهلكون أصبحوا أكثر وعيًا بأهمية دعم المزارع التي تتبنى ممارسات زراعية صديقة للبيئة. كما أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالقهوة العضوية والقهوة المصنعة بطرق تجارية عادلة. من المتوقع أن تشهد الأسواق المحلية المزيد من التنافسية في قطاع القهوة المتخصصة.

في الختام، يظل مستقبل قطاع القهوة في المنطقة واعدًا، مع توقعات بظهور المزيد من العلامات التجارية المبتكرة والمقاهي المتخصصة. ومع ذلك، فإن النجاح في هذا المجال يتطلب فهمًا عميقًا لعملية إنتاج القهوة، والاهتمام بجودة المنتج، وتلبية احتياجات وتفضيلات المستهلكين المتغيرة. من المنتظر أن يتم الإعلان عن نتائج دراسة شاملة حول اتجاهات استهلاك القهوة في المنطقة في الربع الأول من العام القادم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version