شهدت عدة مدن وعواصم أوروبية اليوم السبت مظاهرات جديدة طالبت بوقف حرب التجويع والإبادة في قطاع غزة، وإدخال المساعدات العاجلة لسكان القطاع المحاصر.

ففي العاصمة الفرنسية باريس، طالب متظاهرون بوقف جريمة الإبادة التي تستمر إسرائيل في ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

كما دعوا الشعب الفرنسي إلى تكثيف جميع أشكال المقاطعة لإسرائيل وداعميها.

وشدد المتظاهرون على ضرورة وقف ما يصفونه بتواطؤ الحكومات الغربية، بما في ذلك الحكومة الفرنسية، في جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، ودعوا إلى ملاحقة الضالعين في الجرائم.

وأثنى المتظاهرون على امتناع عمال الشحن في ميناء “مارسيليا-فوس” عن تحميل سفينة حاويات تحمل قطع غيار عسكرية، كان من المفترض أن تتوجه منذ 4 أيام إلى ميناء حيفا شمالي إسرائيل.

وقف التجويع

كما تظاهر مئات الآلاف في شوارع العاصمة الإيطالية روما اليوم السبت للاحتجاج على الحرب المستمرة في قطاع غزة، تلبية لدعوة أطلقتها أحزاب المعارضة التي تندد بـ”تواطؤ” الحكومة الإيطالية.

وحمل المتظاهرون في مقدمة المسيرة لافتة كبيرة كتب عليها “أوقفوا المذبحة، توقفوا عن التواطؤ”، في حين حمل آخرون أعلاما فلسطينية وأعلاما عليها إشارة السلام ولافتات كتب عليها “فلسطين حرة”.

وشارك في المظاهرة حوالي 300 ألف شخص، بحسب المنظمين، في حين قالت الشرطة في وقت لاحق إن هذه التقديرات “مؤكدة إلى حد كبير”، بحسب وكالة الأنباء الإيطالية “أجي”.

وقد انطلقت المسيرة من ساحة فيتوريو المركزية في روما إلى سان جوفاني، حيث طالب المتظاهرون بإنهاء العنف، ونددوا بما وصفه البعض بصمت الحكومة الإيطالية اليمينية بقيادة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.

ووصفت زعيمة الحزب الديمقراطي المعارض إيلي شلاين المشاركة في المظاهرة بأنها “استجابة شعبية هائلة” لمعارضة الحرب، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

كما شهدت العاصمة الألمانية برلين وقفة احتجاجية دعت إليها اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة من أجل المطالبة بوقف فوري لما وصفها المنظمون بالإبادة الجماعية في قطاع غزة، مطالبين بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة.

وتهدف الوقفة، التي شارك فيها عدد من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية وناشطون حقوقيون ومتضامنون مع القضية الفلسطينية، إلى لفت الانتباه للأوضاع الراهنة في غزة.

كما تسعى إلى الضغط على الحكومة الألمانية لوقف دعمها العسكري لإسرائيل، مؤكدة على أهمية التضامن مع سكان غزة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.

وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من التحركات الشعبية التي تشهدها مدن ألمانية عدة للمطالبة بالعدالة للشعب الفلسطيني وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة.

كما شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم مسيرة جماهيرية دعما لسكان قطاع غزة، بمشاركة متظاهرين من مختلف أنحاء البلاد.

وطالب المتظاهرون الحكومة السويدية بوقف تجارة السلاح مع إسرائيل، وفرض عقوبات صارمة عليها.

ونُظمت المظاهرة تحت شعار “السويد تقول لا للإبادة الجماعية”، وذلك بهدف دعم سكان غزة والتنديد بما وصفوها بجرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في القطاع المحاصر.

موريتانيا والمغرب

على صعيد آخر، تظاهر مئات الموريتانيين أمس الجمعة بالعاصمة نواكشوط تضامنا مع الفلسطينيين بقطاع غزة ورفضا للإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بدعم أميركي بالقطاع.

ونظمت المظاهرات عقب صلاة الجمعة أمام “الجامع الكبير” في نواكشوط، حيث رفع المشاركون علمي موريتانيا وفلسطين، ورددوا هتافات داعمة للفصائل الفلسطينية ومنددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

ومن بين الشعارات التي رددها المتظاهرون “من شنقيط التحية إلى غزة الأبية” و”لا مكان لا مكان بيننا للأميركان”.

وحمّل المتظاهرون الولايات المتحدة المسؤولية عن استمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مطالبين بطرد سفير واشنطن من نواكشوط.

من ناحية أخرى، طالب عشرات المغاربة أمس -خلال وقفة تضامنية دعت إليها “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” (غير حكومية)- بالعمل على إدخال المساعدات لقطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل.

وردد المحتجون في المظاهرة، التي نظمت أمام مقر البرلمان المغربي تحت شعار “مع طوفان الأقصى حتى تحرير فلسطين وإسقاط التطبيع”، شعارات تطالب بحماية المدنيين بقطاع غزة، ومنع إسرائيل من خططها لتهجير الفلسطينيين من القطاع، محذرين من استمرار منع تل أبيب إدخال المساعدات.

يشار إلى أن قطاع غزة يعاني أزمة إنسانية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في الثاني من مارس/آذار الماضي مانعة إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، في وقت يصعد فيه جيشها حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق فلسطينيي القطاع.

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version