في ختام احتفالات استمرت ثمانية أيام، انتهت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بمناسبة عيد الأنوار (الحانوكاه) اليهودي، مساء الاثنين الموافق 22 ديسمبر 2025. شهدت هذه الفترة تصعيدًا ملحوظًا في الانتهاكات، حيث وثقت جهات مختلفة اقتحام أكثر من 2800 مستوطن للمسجد، مما يثير القلق بشأن الوضع في القدس المحتلة ومستقبل المسجد الأقصى. هذه الاقتحامات المتكررة، وتحديدًا خلال الأعياد الدينية، تشكل جزءًا من محاولات مستمرة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتأجيج الصراع الديني والسياسي في المنطقة.

عيد الأنوار واقتحامات الأقصى: تفاصيل وتصعيد

بدأت الاقتحامات في 15 ديسمبر/كانون الأول، واستمرت بشكل يومي باستثناء يومي الجمعة والسبت، حيث بلغت أعداد المقتحمين ذروتها يوم الأحد. وبلغ إجمالي عدد المقتحمين 2805 مستوطنين، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 9.7% مقارنة بعام 2024، وفقًا لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس. هذا الارتفاع يعكس تصاعدًا مقلقًا في وتيرة هذه الانتهاكات، ويشير إلى استمرار الضغوط المتزايدة على المسجد الأقصى.

أرقام الاقتحامات خلال أيام العيد

  • الاثنين 15 ديسمبر: 276 مستوطنًا
  • الثلاثاء 16 ديسمبر: 370 مستوطنًا
  • الأربعاء 17 ديسمبر: 339 مستوطنًا
  • الخميس 18 ديسمبر: 447 مستوطنًا
  • الأحد 21 ديسمبر: 917 مستوطنًا
  • الاثنين 22 ديسمبر: 456 مستوطنًا

أبرز الانتهاكات خلال عيد الأنوار

لم تقتصر اقتحامات المستوطنين على مجرد التواجد في ساحات المسجد الأقصى، بل شملت العديد من الانتهاكات التي تستهدف الرموز الدينية الإسلامية، وتقويض حرمة المكان. تُمنع الشرطة الإسرائيلية حراس المسجد الأقصى والصحفيين من توثيق هذه الانتهاكات، مما يجعل المعلومات المتوفرة تعتمد بشكل كبير على ما تنشره جماعات الهيكل المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن بين أبرز هذه الانتهاكات:

  • إدخال رموز دينية: إدخال مجسم خشبي لشمعدان صغير وإشعال الشموع فيه، بالإضافة إلى إدخال “التيفلين” و”الطاليت” المستخدمين في الصلوات اليهودية.
  • أداء طقوس دينية: أداء صلاة “بركات الكهنة” وطقس “السجود الملحمي” في ساحات المسجد.
  • تواجد حاخامات متطرفين: اقتحام المسجد من قبل حاخامات بارزين، مثل “إليشع وولفسون” و”دوف ليئور”، المعروفين بدعمهم لتأسيس الهيكل المزعوم.
  • احتفالات صاخبة: تنظيم حلقات غناء ورقص صاخبة للاحتفال بـ “معجزة الأنوار” في ساحات الأقصى الشرقية.
  • رفع أعلام الهيكل: إدخال أعلام الهيكل المزعوم، التي تُستخدم عادة في مسيرة الأعلام المثيرة للجدل.
  • إشعال الشموع ونفخ البوق: إشعال شموع الحانوكاه ونفخ البوق في ساحة الغزالي أمام باب الأسباط.

القيود على المصلين وتصعيد الخطاب المتطرف

تزامنت هذه الانتهاكات مع فرض قيود مشددة على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى، خاصة الشباب. كما أن حلول عيد الأنوار تزامن مع إبعاد العديد من الفلسطينيين عن المسجد الأقصى لفترات طويلة، مما يحد من قدرتهم على الدفاع عن مقدساتهم.

مؤتمر الهيكل المزعوم ومسيرة المكابيين الفاشلة

بالإضافة إلى الاقتحامات الميدانية، شهدت هذه الفترة تصعيدًا في الخطاب المتطرف الداعي إلى بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى. فقد عُقد مؤتمر حاخامي في القدس لمناقشة سبل تحقيق هذا الهدف، بمشاركة حاخامات وجنرالات متقاعدين من الجيش الإسرائيلي.

في المقابل، فشلت مسيرة “المكابيين” التي دعت إليها جماعات الهيكل المتطرفة في تحقيق أهدافها. وعثرت الشرطة الإسرائيلية على أسلحة وأعلام لحركة “كاخ” المتطرفة في مركبات المشاركين، مما دفعها إلى منع انطلاق المسيرة.

مستقبل الأقصى: ترقب لتصعيدات جديدة

مع انتهاء احتفالات عيد الأنوار، تتجه الأنظار الآن إلى شهر رمضان والأعياد اليهودية القادمة، مثل عيد الفصح في أبريل/نيسان. هذه الفترات غالبًا ما تشهد تصعيدًا في التوترات والاقتحامات، مما يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل المسجد الأقصى والوضع في القدس المحتلة. من الضروري متابعة التطورات على الأرض، والعمل على حماية المسجد الأقصى من أي انتهاكات، وضمان حرية الوصول إليه للمصلين المسلمين. المسجد الأقصى يظل قضية مركزية للمسلمين في جميع أنحاء العالم، ويتطلب حمايته تضافر الجهود الدولية والإقليمية. الوضع في القدس المحتلة يتطلب أيضًا مراقبة دقيقة، والضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف الانتهاكات، واحترام الحقوق الدينية والسياسية للفلسطينيين. التعامل مع هذه القضايا يتطلب فهمًا عميقًا للتاريخ والسياسة، والالتزام بالعدالة والمساواة. الانتهاكات في الأقصى ليست مجرد أحداث معزولة، بل هي جزء من صراع أوسع نطاقًا، يتطلب حلولًا جذرية وعادلة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version