توفي رئيس زامبيا السابق إدغار لونغو -أول أمس الخميس- عن عمر ناهز 68 عامًا، وذلك بعد 6 أشهر من محاولته العودة إلى السياسة، والتي أُحبطت بقرار من المحكمة يقضي بعدم أهليته للترشح مجددًا.

وكان لونغو سادس رئيس لزامبيا التي تقع في منطقة جنوبي أفريقيا، وتولى الحكم من عام 2015 حتى 2021، حين خسر الانتخابات أمام زعيم المعارضة المخضرم والرئيس الحالي هاكيندي هيشيليما.

وقد نال الرئيس الراحل الثناء خلال فترة حكمه على برنامجه الواسع لبناء الطرق، لكنه أيضًا أغرق مالية البلاد في الديون.

ففي عام 2020، تخلّفت زامبيا عن سداد ديونها الخارجية مما ساهم في خسارة لونغو للانتخابات.

وقد توفي لونغو في مركز طبي في بريتوريا (عاصمة جنوب أفريقيا) حيث كان يتلقى العلاج، وفق بيان لحزبه السياسي “الجبهة الوطنية” نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما نشر الحزب مقطع فيديو لابنته تاسيلا لونغو (عضو البرلمان) وهي تعلن نبأ وفاة أبيها.

وقالت تاسيلا “كان والدي تحت إشراف طبي خلال الأسابيع الماضية. وقد تم التعامل مع حالته بكرامة وسرية”.

وكان الرئيس الراحل يعاني من مرض نادر يؤدي إلى تضيق المريء، وقد تلقى علاجًا له سابقًا في جنوب أفريقيا.

وبعد فترة وجيزة من توليه الحكم عام 2015، مرض وخضع لإجراء طبي هناك لم يكن متوفرًا في زامبيا آنذاك، بحسب ما ذكره مكتب الرئاسة حينها.

“إرث متباين”

ولد لونغو يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1956 في مدينة ندولا الواقعة بمنطقة النحاس. وهو محامٍ، وقد شغل مناصب وزير العدل ووزير الدفاع في عهد الرئيس السابق مايكل ساتا، قبل أن يتولى الرئاسة عقب وفاة ساتا عام 2015.

وبعد توليه المنصب، شرع لونغو سريعًا في تنفيذ إصلاحات تشريعية اعتُبرت تقدمية، بما في ذلك تعديل الدستور لتقليص سلطات الرئيس.

Zambian President Hakainde Hichilema looks on during an interview with Reuters at the Africa Mining Indaba 2022 which opened in Cape Town, South Africa, May 9, 2022. REUTERS/Shelley Christians

وعقب الفوز بانتخابات رئاسية عام 2016 حكم لونغو البلاد لمدة 5 سنوات، وحاول في نهايتها دون جدوى التراجع عن التعديلات الدستورية التي أقرها بنفسه.

وقال المحلل السياسي لي هاباسوندا من جامعة زامبيا إن “إرث إدغار لونغو متباين”.

وأضاف “سيُذكر لتسامحه مع سلوك البلطجية من مؤيديه، رغم أنه كان يمثل أيضًا نمطًا من السياسيين الذين تواصلوا مع مختلف طبقات المجتمع”.

وخلال فترة حكمه -خاصة في نهايتها- أصبح أنصار لونغو يتصرفون بشكل غير منضبط، وكان فشله في كبح جماحهم يُنظر إليه على أنه موافقة ضمنية على أفعالهم.

وقال هاباسوندا إنه كان من بين القادة الذين “سمحوا لأفقر الزامبيين بالاقتراب من دوائر السلطة”.

وكانت علاقات لونغو متوترة مع عدد من الدول الغربية المانحة، مثل الولايات المتحدة، التي طلب سحب سفيرها عام 2020. كما تدهورت العلاقات مع صندوق النقد الدولي خلال فترة حكمه، مما دفع المؤسسة لسحب ممثلها المقيم.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية، أصبحت زامبيا من أوائل الدول التي تخلفت عن سداد ديونها الدولية بعد أن دمرت جائحة “كوفيد-19” اقتصادات العالم.

وبعد هزيمته بانتخابات عام 2021، تقاعد لونغو عن السياسة، ثم عاد مجددًا عام 2023، حيث تم قبوله كزعيم ومرشح رئاسي لتحالف يضم الجبهة الوطنية.

ولكن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قضت المحكمة الدستورية في زامبيا بأنه غير مؤهل للترشح لولاية أخرى.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version