قال موقع آيب يبر إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمضى عطلة نهاية الأسبوع وهو يحاول درء الانقسام المتزايد داخل حركته “لنجعل أميركا عظيمة مجددا” (ماغا) بسبب مزاعم تستر على ملفات تتعلق بجيفري إبستين.

وأوضح الموقع -في تقرير بقلم سيمون ماركس- أن علاقة الرئيس بالممول الأميركي المتوفى والمدان جيفري إبستين، ظلت دائما تطرح احتمال خلق مشكلة لترامب، ولكنها الآن تحولت فجأة إلى كارثة خارجة عن السيطرة، تهدد بموجة استقالات داخل حكومته.

وذكر الكاتب أن الأسئلة التي تكمن في صميم أنشطة إبستين هي أكثر موضوع يثير حماس مؤيدي ترامب المؤمنين بنظريات المؤامرة، وهم يتساءلون هل انتحر إبستين حقا في سجنه عندما كان ينتظر المحاكمة بتهم الاتجار بالجنس عام 2019، أم قتل لإسكاته؟ ومن من بين العظماء والنافذين شارك في جرائمه؟

علاقة أعمق

وقد تعثر ترامب عندما تعهد بتسليط الضوء على قضية إبستين خلال حملته الانتخابية العام الماضي، وعندما تحدته المذيعة راشيل كامبوس دافي في جولة سريعة من الأسئلة في نهاية مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أن يقدم إجابات “نعم أو لا” على مسائل تهم مؤيدي نظريات المؤامرة في البلاد.

رد ترامب بثقة حتى سألته هل سيرفع السرية عن ملفات إبستين؟ فكانت إجابته الفورية “نعم سأفعل”، ولكنه اعتقد بعد ذلك أنه وقع في فخ، وقال بعد صمت قصير “أعتقد ذلك”، لكنه أصر على “أنك لا تريد التأثير على حياة الناس إذا كانت هناك معلومات زائفة”.

وقد أثار قلق ترامب بشأن “المعلومات الزائفة” تكهنات بأن علاقته الشخصية بإبستين ربما كانت أعمق من مجرد لقاءات اجتماعية عرضية في نيويورك في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي -حسب الكاتب- خاصة أن إبستين ادعى في محادثات مسجلة أن ترامب كان زير نساء يحب “ممارسة الجنس مع زوجات أفضل أصدقائه”.

وقد بذل ترامب ودائرته المقربة جهودا حثيثة لنفي تلك الادعاءات وتهدئة مؤيديه من منظري المؤامرة، إلا أن المدعية العامة بام بوندي صرحت وقتها بأن قائمة عملاء إبستين التي طال انتظارها “جاهزة على مكتبي الآن للمراجعة”، بناءً على “توجيه” من الرئيس نفسه، وقد تحمس مؤيدو ترامب، معتقدين أنهم على وشك كشف حقيقة فضيحة إبستين.

FILE PHOTO: Mar 22, 2025; Philadelphia, PA, USA; Elon Musk and President Donald Trump during the Division I Men's Wrestling Championship held at Wells Fargo Center. Mandatory Credit: Eric Hartline-Imagn Images/File Photo

حريق سياسي

لكن في الأسبوع الماضي، كشفت وزارة العدل فجأة أن قائمة العملاء غير موجودة، وبالتالي لن يتم الكشف عنها، فأعرب العديد من أتباع ماغا عن غضبهم، مشيرين إلى مزاعم زميل ترامب السابق المنبوذ إيلون ماسك، الذي أكد أن الرئيس ظهر بشكل بارز في قائمة إبستين، وأن البيت الأبيض يتخذ خطوات للتستر على كل شيء.

وهكذا أصبح الأمر الآن حريقا سياسيا من الدرجة الخامسة بالنسبة للرئيس -كما يقول الكاتب- وحذر ستيف بانون، مستشار ترامب السياسي المتقلب، من أن الأزمة ما لم يتم احتواؤها، قد تكلف الجمهوريين دعما هم في أمس الحاجة إليه في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وقال إن الفضيحة “لا تتعلق فقط بشبكة من المتحرشين بالأطفال… بل تتعلق بمن يحكمنا”.

الفضيحة لا تتعلق فقط بشبكة من المتحرشين بالأطفال… بل تتعلق بمن يحكمنا

بواسطة ستيف بانون

وأعلن نيك فوينتس، المؤثر اليميني المتطرف، وهو عنصري أبيض تناول العشاء مع ترامب في مارالاغو، أن فشل ترامب في الاعتراف بملفات إبستين قد قضى على حركته السياسية، ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي “لقد ماتت ماغا. وداعا لها”.

وفي منشورٍ مذهل -كما يقول الكاتب- ادعى ترامب أن بوندي “تقوم بعملٍ رائع. نحن في فريق واحد. ولا يعجبني ما يحدث”، ووصف إبستين بأنه “رجل لا يموت أبدا”، وأكد فجأة أن ملفات إبستين “كتبها أوباما وهيلاري المخادعة… والخاسرون والمجرمون في إدارة بايدن”، وحث أنصاره على عدم “إضاعة الوقت والجهد على جيفري إبستين، شخص لا يبالي به أحد”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version