أمام منزلهما المبني من الطين في تشير -وهي بلدة في مقاطعة كابو ديلغادو شمال موزمبيق- يجلس إسماعيل* وإستباو* وهما ينظران إلى الأرض، مستغرقين في استعادة ذكرى واقعة ما زالت تطاردهما.
وكان الطفلان -وهما شقيقان يبلغان من العمر 13 عاما و10 أعوام- قد تعرضا للخطف في نوفمبر/تشرين الأول الماضي على يد أفراد من فرع تنظيم الدولة الإسلامية في موزمبيق (ISM)، المعروف محليًا باسم “الشباب”، رغم أنه لا صلة له بالجماعة المسلحة الصومالية “حركة الشباب”.
“كنا نلعب.. كانت الساعة الخامسة بعد الظهر عندما دخلت مجموعة من الرجال المسلحين إلى القرية وأمسكوا بنا جميعًا”، يهمس إسماعيل متحدثًا بالبرتغالية عبر مترجم، وإلى جانبه إستباو يجلس مستمعا لرواية شقيقه بصمت، وبعيون شاردة.
تم أخذ الفتيان مع أربعة آخرين من أبناء جيرانهم. كانت تلك مجرد حادثة ضمن موجة من عمليات اختطاف أطفال من قبل مقاتلين مسلحين، أصبحت واسعة الانتشار في تلك المنطقة، حسب ناشطين حقوقيين.
ويقول تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش (HRW) صدر في يونيو/حزيران أن مثل هذه الحوادث “تزايدت بشكل كبير”، مشيرا إلى أن منظمات المجتمع المدني الوطنية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أكدت بدورها أن حالات الاختطاف في تزايد.
وينقل تقرير -حسبما ذكر- لمنظمة هيومن رايتس ووتش عن عبودو غافورو، مدير منظمة كوينديليا، وهي منظمة وطنية تراقب الهجمات وتقدم الدعم للضحايا، قوله: “في الأيام الأخيرة، تم اختطاف 120 طفلا وربما أكثر”.
ويقول بعض المراقبين إن الإحصائيات لا تشمل جميع حالات الاختطاف، وحتى تلك المسجلة بالكاد تحصل على اهتمام دولي.
يأتي هذا وسط استمرار تسبب النزاع في تشريد الآلاف في واحدة من أفقر المناطق في العالم، لكنها في الوقت ذاته غنية بالموارد مثل الغاز الطبيعي المسال والمعادن والأحجار الكريمة.