بقلم: يورو نيوز
نشرت في
اعلان
كشف موقع “أكسيوس” الأميركي أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا للتوسط في اتفاق بين سوريا وإسرائيل يهدف إلى إنشاء “ممر إنساني” يصل بين إسرائيل ومدينة السويداء جنوب سوريا، لتسهيل إيصال المساعدات إلى المحافظة.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي ومسؤولَين إسرائيليين أن هذا الاتفاق المحتمل “قد يسهم في تحسين العلاقات بين الطرفين، وربما إعادة الزخم للجهود الأميركية الرامية نحو خطوات تطبيع مستقبلية”. وأضافت المصادر أن الممر قد يخفف من الأزمة الإنسانية في السويداء، والتي تعاني من نقص أساسيات الحياة اليومية على الرغم من وقف إطلاق النار، مشيرة إلى تحذيرات الأمم المتحدة الأخيرة من صعوبات إيصال المساعدات بسبب الحواجز الأمنية وانعدام الاستقرار.
وبحسب “أكسيوس”، أبدت دمشق قلقها من احتمال استغلال بعض المجموعات المسلحة في السويداء لهذا الممر لتهريب الأسلحة.
ومن المقرر أن يلتقي غدًا الأربعاء في باريس كل من السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في ثاني اجتماع من نوعه خلال ثلاثة أسابيع، بعد نحو 25 عامًا من انقطاع أي اتصال علني يُذكر بين الجانبين السوري والإسرائيلي.
وأوضح الموقع أن إسرائيل حاولت قبل أسابيع إيصال مساعدات إلى دروز السويداء عبر الأردن، لكن عمّان رفضت، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إسقاط المساعدات جوًا، قبل أن تطلب تل أبيب وساطة واشنطن لإقناع دمشق بإنشاء الممر الإنساني.
اجتماع ثلاثي في عمّان
بالتوازي، عقد في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الثلاثاء، اجتماع ثلاثي جمع وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، وسوريا أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، لبحث الأوضاع في سوريا وتثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، التي شهدت الشهر الماضي اشتباكات بين مقاتلين دروز وبدو أسفرت عن مقتل مئات وتشريد عشرات الآلاف، وسط تقارير عن ارتكاب فظائع بحق المدنيين.
وتخللت المواجهات عمليات قصف إسرائيلية استهدفت دبابات سورية كانت متجهة نحو السويداء، إضافة إلى قصف مقر وزارة الدفاع ومحيط القصر الجمهوري في دمشق، ما أثار قلقًا أميركيًا من أن تؤدي هذه الضربات إلى تأجيج عدم الاستقرار.
بيان مشترك وتشكيل مجموعة دعم
وأكد البيان الختامي للاجتماع الأردني السوري الأميركي أن السويداء بكل مكوناتها جزء أصيل من سوريا، مرحبًا بفتح تحقيقات كاملة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات بالمحافظة. كما شدد على ضرورة زيادة المساعدات بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، وإعادة الخدمات الأساسية للمناطق المتضررة، والشروع في مسار مصالحة مجتمعية لتعزيز السلم الأهلي.
وأعلنت الخارجية السورية الاتفاق على تشكيل مجموعة سورية أردنية أميركية لدعم جهود الحكومة في تثبيت وقف إطلاق النار بالسويداء. ويعد هذا الاجتماع الثاني بين الشيباني والصفدي وباراك خلال أقل من شهر، بعد لقاء أول في 19 يوليو/تموز الماضي.
موقف دمشق
من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني رفض دمشق القاطع لأي محاولة لإقصاء أو تهميش أبناء الطائفة الدرزية، مشددًا على دورهم التاريخي في النسيج السوري، ورفض أي خطاب طائفي أو تحريضي. كما أعرب عن شكره للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله الثاني على استضافة الاجتماع، ولوزير الخارجية الأردني والمبعوث الأميركي على ما وصفه بـ”النقاش البنّاء والشفاف” حول مستقبل سوريا وأمنها واستقرارها.
مجلس الأمن يدين أعمال العنف ضد المدنيين في السويداء
أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير في أعمال العنف التي اندلعت بمحافظة السويداء في سوريا منذ 12 يوليو/ تموز والذي أدى مقتل ما يزيد عن ألف شخص، ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام بترتيب وقف إطلاق النار وضمان حماية السكان المدنيين.
وفي بيان رئاسي صدر الأحد بإجماع الأعضاء الـ 15 بعد جلسة للمجلس في نيويورك، أدان مجلس الأمن بقوة أعمال العنف التي ارتكبت بحق المدنيين في السويداء وشملت عمليات قتل جماعي وفقدان الأرواح، وأدت إلى نزوح نحو 192 ألف شخص.