فيما يقترب الوضع الإنساني من حافة الانهيار الكامل، تتواصل موجات النزوح من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ويواجه أكثر من 36 ألف نازح أوضاعاً إنسانية صعبة؛ بسبب نقص الغذاء ومياه الشرب، وانعدام المأوى وغياب الخدمات الأساسية.

هدنة وممرات آمنة

وأعلن المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال، أن منطقة طويلة شمال دارفور استقبلت نحو 700 طفل دون أسرهم، داعياً المنظمات الإنسانية إلى تكثيف جهودها لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين.

وأكد أن النساء والأطفال وكبار السن أكثر الفئات تضرراً، وتسجل حالات متزايدة من سوء التغذية بينهم. متهماً قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ضد النازحين قبل وصولهم إلى منطقة طويلة. ودعا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التوصل لهدنة إنسانية وفتح ممرات آمنة لتقديم المساعدات للمدنيين.

نزوح ومجازر مروعة

وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن مأساة دارفور تعود بعد 20 عاماً لتغرق المنطقة في العنف والفوضى من جديد، بعد سقوط مدينة الفاشر الذي أسفر عن مئات القتلى ومجازر مروعة، وسط نزوح الناجين إلى مناطق مجاورة.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية إن مئات الأشخاص قتلوا خلال يوم واحد في آخر مستشفى بالمدينة، وبالفعل أظهرت مقاطع الفيديو ضحايا يعدمون بدم بارد، ومنذ ذلك الحين، فرّ الآلاف ولكن المنظمات الإنسانية تقول إن عدداً قليلاً منهم تمكن من الوصول إلى بر الأمان، في حين تحدث كثيرون ممن نجوا عن طرق مليئة بالجثث لأشخاص ماتوا أو قتلوا أثناء الهروب.

وذكرت ماتيلد فو من المجلس النرويجي للاجئين أن نحو 5,000 شخص فقط وصلوا إلى مدينة طويلة، على بعد 40 ميلاً غرب الفاشر.

موجة غضب عالمي

وأكدت الصحيفة أن صور الفظائع أثارت موجة غضب عالمي وأججت المخاوف من أن إقليم دارفور ينحدر مجدداً إلى دوامة من العنف والإبادة الجماعية، مثلما حدث قبل نحو عقدين.

ورغم الإدانات الدولية، فإن «نيويورك تايمز» ترى أن الردود العالمية اليوم أقل وضوحاً وتأثيراً مما كانت عليه قبل عقدين، ولفتت إلى أن جهود الوساطة الأمريكية الإقليمية لم تؤد بعد إلى وقف إطلاق النار، مع بقاء الدعم الخارجي مستمراً رغم الفظائع.

وذكرت أن نحو 260 ألف مدني كانوا محاصرين في الفاشر، وأن آلافاً منهم فروا عبر طرق محفوفة بالموت والعنف، في حين يواجه الناجون من النزوح ظروفاً مأساوية في المخيمات المزدحمة، مع انتشار الأمراض ونقص الغذاء والماء والمأوى.

تجويع وعنف منهجي

وخلصت إلى أن الأزمة في السودان تعد اليوم أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع نزوح نحو 12 مليون شخص ومقتل نحو 400 ألف حسب تقديرات مختلفة، وحذّرت من أن دارفور تعيش اليوم إعادة إنتاج لمأساة الماضي، مع تصاعد العنف المنهجي والتجويع، والقتل الجماعي، وسط عجز دولي واضح عن حماية المدنيين.

وأكد خبراء حقوق الإنسان أن العنف في الفاشر قابل للمقارنة بالإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، مع استهداف ممنهج للرجال والأولاد، وتهجير نصف مليون شخص من المدينة.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version