أفاد المبعوث الأمريكي توم براك بأن المقاربة الأمريكية تقوم على مبدأ خطوة مقابل خطوة، بحيث يقدم لبنان خطة واضحة لكيفية إدارة ملف السلاح، فتستجيب إسرائيل بإجراءات متدرجة، بما يفتح مجالاً لتهدئة التوتر وتحقيق استقرار تدريجي في المنطقة.

وزار براك والمبعوثة مورغن أورتاغوس ووفد الكونغرس، قصر بعبدا، اليوم(الثلاثاء)، في إطار الجولة الرسمية لتسليم المسؤولين اللبنانيين الرد الإسرائيلي على الورقة اللبنانية الأمريكية. وتركزت المحادثات مع الرئيس جوزيف عون، على عرض المقاربة الأمريكية لحلحلة الأزمة اللبنانية، خصوصاً ملف سلاح حزب الله.

وقال براك عقب اللقاء إن هذه الإستراتيجية ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: تقديم خطة لبنانية لسحب السلاح، إعادة رسم العلاقات اللبنانية-السورية، وتأمين مصادر تمويل واستثمارات بديلة للبلاد.

وأضاف أن إسرائيل أبدت استعدادها للتحرك خطوة خطوة مقابل أي خطة لبنانية تتعلق بسلاح حزب الله. وقال إن الرد الإسرائيلي كان تاريخياً، ويستند إلى خطوات لبنان أولاً. أي مقترح لبناني سيقابله رد إسرائيلي متدرج، بما يتيح مساراً تدريجياً للتهدئة وتحقيق الاستقرار.

وشدد براك على أن أي تقدم يعتمد على خطة واضحة من لبنان لإدارة سلاح حزب الله. وأوضح أن الخطوات اللبنانية ستُقابل بردود إسرائيلية متدرجة، بهدف تجنب أي مواجهة مباشرة وتقديم حلول عملية للتوترات الحالية.

وناقش المسؤولان الأمريكيان ضرورة تأمين مصادر تمويلية بديلة للبلاد، لتخفيف الاعتماد على إيران وحزب الله في إدارة البلديات والمشاريع. ولفتا إلى أن دول الخليج وشركاء دوليين آخرين يمكن أن يساهموا في دعم التنمية والاستثمارات اللبنانية.

وتحدث أن المقاربة الأمريكية لا تهدف فقط إلى إدارة الأزمة الأمنية، بل تركز على خلق مسار طويل الأمد للاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان. وقال: «الأمل شيء كبير، ولكن يجب أن يتحول إلى خطوات عملية على الأرض. لبنان بحاجة إلى خطة واضحة، وستقابلها إسرائيل بردود متدرجة، ضمن إطار تعاون أمريكي فعال».

من جانبها، شددت أورتاغوس على التزام واشنطن بدعم الحكومة اللبنانية في تنفيذ هذه الخطوات التاريخية والعمل مع إسرائيل لتحقيق الاستقرار. وأفادت بأن واشنطن أخذت التزاماً من إسرائيل بوقف الأعمال العدائية على لبنان رداً على قرارات الحكومة اللبنانية بشأن السلاح، مؤكدة أن الوقت الحالي هو وقت العمل والأفعال وليس الكلام. وقالت أورتاغوس إن الإدارة الأمريكية مشجعة جداً على القرارات التاريخية التي تتخذها الحكومة اللبنانية، وأن الولايات المتحدة مستعدة لدعم أي خطوات تنفيذية لضمان نجاح هذه الإستراتيجية، بما يشمل التعاون مع إسرائيل وإعادة تأهيل العلاقات مع سورية وتأمين بدائل التمويل.

الزيارة وضعت الإطار الأمريكي لحلحلة الأزمة اللبنانية، وحددت مسؤوليات الأطراف اللبنانية والإسرائيلية، مع تأكيد دعم واشنطن الكامل للحكومة اللبنانية.

والأنظار تتجه في قادم الأيام نحو الحكومة اللبنانية لتحديد خطوتها في إدارة السلاح وتحريك الملفات الاقتصادية والأمنية، في ظل استمرار رفض حزب الله تسليم سلاحه.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version