تأتي هذه المقالة استجابةً لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، وتتناول تطورات خطة إدارة غزة المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتحديداً مسألة مشاركة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في هذه الخطة. يركز المقال على الأسباب التي أدت إلى استبعاد بلير من “مجلس السلام” المقترح، والتفاصيل المتعلقة بالهيكل الإداري الجديد للقطاع. إدارة غزة هي الكلمة المفتاحية الرئيسية التي سنركز عليها في هذا المقال.
خطة ترامب لإدارة غزة: استبعاد توني بلير وتشكيل مجلس السلام
أعلن البيت الأبيض في 29 سبتمبر/أيلول 2025 عن خطة متكاملة تهدف إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، يليها برنامج طموح لإعادة الإعمار وتنظيم الأوضاع السياسية والأمنية. هذه الخطة، التي تتركز حول إدارة غزة بشكل جديد، تثير الكثير من التساؤلات والجدل، خاصة فيما يتعلق بالجهات التي ستتولى هذا الدور وكيفية تحقيق الاستقرار المستدام. الخطة تسعى لتحويل غزة إلى منطقة خالية من السلاح، وتوفير آلية انتقالية للحكم عليها، مع ضمانات دولية وإقليمية قوية.
اعتراضات دولية تدفع إلى استبعاد توني بلير
كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لم يعد مرشحًا للانضمام إلى مجلس إدارة غزة، وذلك بسبب دوره المثير للجدل في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. ووفقًا لمصادر مطلعة، تلقت الإدارة الأمريكية اعتراضات قوية من عدة دول عربية وإسلامية بشأن إمكانية مشاركة بلير في هذه الخطة، مما دفعها إلى إعادة النظر في ترشيحه.
الخوف الرئيسي الذي عبرت عنه هذه الأطراف يتعلق باحتمال تهميش الفلسطينيين في الهيكل الإداري المقترح. هناك قلق متزايد من أن يكون دور الفلسطينيين ثانويًا أو رمزيًا، وأن يتم استبعادهم عن صنع القرار الفعلي بشأن مستقبلهم. وكما نقلت الصحيفة، فقد أعترف الرئيس ترامب بنفسه بوجود معارضة محتملة لتعيين بلير، مؤكدًا أنه يريد التأكد من أنه خيار مقبول لدى جميع الأطراف.
دور بلير المحتمل في اللجنة التنفيذية
على الرغم من استبعاده من “مجلس السلام”، لا يزال هناك احتمال لتولي توني بلير دورًا في الهيكل الإداري الجديد لغزة. تشير التقارير إلى أنه قد يتم تعيينه في اللجنة التنفيذية، التي ستكون مسؤولة عن تنسيق العمل بين “مجلس السلام” ولجنة فلسطينية تكنوقراطية. تتكون اللجنة التنفيذية أيضًا من شخصيات بارزة أخرى مثل جاريد كوشنر ومستشار ترامب ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى مسؤولين كبار من دول عربية وغربية.
ويرى البعض أن هذا التعيين قد يكون وسيلة لتهدئة موقف بلير مع الحفاظ على حضور قوي للولايات المتحدة في عملية إدارة غزة. مع ذلك، يبقى الدور الفعلي لبلير غير واضح حتى الآن، ويتوقف على التطورات السياسية والمفاوضات الجارية.
هيكل الحكم المقترح لغزة بعد الحرب
تعتمد خطة ترامب على إنشاء حكومة انتقالية مؤقتة تتولى إدارة غزة بعد انتهاء القتال. تتكون هذه الحكومة من لجنة تكنوقراط فلسطينية غير سياسية، مسؤولة عن إدارة الخدمات العامة والبلديات اليومية لسكان القطاع. من المفترض أن تتكون هذه اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، وأن تعمل تحت إشراف ورقابة “مجلس السلام” الجديدة.
دور اللجنة التنفيذية والمفوضية الفلسطينية
وفقًا للخطة، ستقوم لجنة تنفيذية بتنسيق العمل بين “مجلس السلام” ولجنة فلسطينية تكنوقراطية، والتي ستتولى إدارة الشؤون اليومية لسكان القطاع. ويرأس اللجنة التنفيذية الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف، الذي سبق أن شغل منصب المبعوث الأممي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط. هذا الهيكل المقترح يهدف إلى تحقيق توازن بين الإشراف الدولي والإدارة المحلية، وضمان تقديم الخدمات الأساسية للسكان الفلسطينيين.
التحديات المستقبلية وخطة التنفيذ
على الرغم من إعلان الرئيس ترامب عن سير خطته بشكل جيد، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه عملية إدارة غزة بعد الحرب. أحد أهم هذه التحديات هو الحصول على موافقة جميع الأطراف المعنية، بمن فيهم الفصائل الفلسطينية وإسرائيل والدول العربية والإسلامية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى توفير التمويل اللازم لإعادة الإعمار وتنفيذ المشاريع التنموية في القطاع. وتعتمد الخطة على مشاركة دولية واسعة النطاق في عملية التمويل، ولكن قد يكون من الصعب الحصول على التزامات مالية كافية في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية الراهنة. كما أن ضمان عدم تسلح غزة، وهو هدف أساسي للخطة، يتطلب جهودًا مكثفة لمكافحة التهريب وتعزيز الأمن في المنطقة.
في الختام، خطة ترامب لإدارة غزة تمثل محاولة لتقديم حل جديد للأزمة المستمرة في القطاع. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الخطة يتوقف على التغلب على العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتحقيق توافق بين جميع الأطراف المعنية. من الضروري متابعة التطورات الجارية عن كثب، والعمل على إيجاد حلول مستدامة تضمن الاستقرار والازدهار لسكان غزة. يمكنك الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول الوضع في غزة وخطط إعادة الإعمار من خلال [إضافة رابط لمصدر موثوق].


