نتائج الانتخابات العراقية: تصدّر ائتلاف “الإعمار والتنمية” بقيادة السوداني
أكدت النتائج النهائية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية تصدّر ائتلاف “الإعمار والتنمية”، بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في العديد من المحافظات العراقية الرئيسية. يعتبر هذا الانتصار، الذي جاء على حساب قوائم تقليدية وتكتلات عريقة، نقطة تحول في آليات كسب الثقة الانتخابية في العراق.
مسارات الثقة
يرى الخبير في الشأن السياسي العراقي، عائد الهلالي، أن هذه النتائج ليست مجرد موجة عابرة، بل هي انعكاس مباشر لتحوّل عميق في المزاج الشعبي نحو الواقعية السياسية. وأوضح أن المواطن العراقي “بدا هذه المرة أكثر ميلا لمن اختبره في الأداء التنفيذي الملموس وليس في الخطاب السياسي أو الأيديولوجي”. منح هذا التوجه السوداني وحلفاءه زخما انتخابيا واضحا بفضل تركيز فترة ولايته الأولى على الخدمات ومشاريع البنى التحتية.
العوامل الرئيسية وراء نجاح الائتلاف
حدد الهلالي مسارات أساسية مكّنت السوداني من ترجمة إنجازاته الإدارية إلى ثقة انتخابية:
- الاعتماد على الخدمات والبنى التحتية، مما أعاد الثقة بجدوى الدولة وقدرتها على تحقيق الإنجاز.
- خطابه السياسي الذي جمع بين الهوية الوطنية والموقف السيادي.
- بناء ائتلاف ضم قوى وشخصيات من خارج الدوائر الحزبية التقليدية.
محددات وضغوط تشكيل الحكومة
رغم هذا التصدّر، يظل طريق محمد شياع السوداني نحو الولاية الثانية محفوفا بالتحديات. وفقا للأكاديمي والباحث في الشأن العراقي، الدكتور سيف السعدي، فإن معادلة تشكيل الحكومة القادمة لا تخرج عن سيطرة 3 محددات رئيسية:
- واشنطن: تتمثل في الرسائل الأميركية حول دعم الولاية الثانية.
- طهران: تحاول إيران رسم ملامح تشكيل الحكومة بحيث لا يكون اختيار رئيس الوزراء بعيدا عن محاورها.
- النجف والتيار الصدري: لن تتشكل الحكومة القادمة ولن تكون مصدرا لإزعاج أو استفزاز التيار الصدري.
توازنات تشكيل الحكومة
أكد السعدي أن الإطار التنسيقي قد أسّس “معيار التوافقية” على حساب مبدأ الأغلبية العددية، وهو معيار يخل بمبدأ الديمقراطية. شدد على أن التحالفات القادمة قد تتجه نحو تشكيل تحالف رباعي لتجاوز خطر “الثلث المعطل”.
توازن وإنجازات
يعتقد أستاذ العلاقات الدولية والخبير السياسي، الدكتور غازي فيصل، أن النسبة العالية التي حققها السوداني تشير إلى رضا مجتمعي استطاع تحقيقه. وأشار إلى أن تميز السوداني يكمن في عدم تبنيه خطابا طائفيا وتحقيقه توازنا في العلاقات الإقليمية.
التحديات المستقبلية
محذرًا من أن مكاسب السوداني المستقبلية سوف تواجه تحديات كبرى مثل البطالة والأمّية وتحديات المياه والتصحر.
مستقبل ائتلاف “الإعمار والتنمية”
يرى عائد الهلالي أن ائتلاف السوداني مرشح بقوة ليكون “الكتلة الكبرى”، مما يجعله المعنيّ الأول بتسمية رئيس الوزراء المقبل. ومع ذلك، يبقى سيناريو “الثلث المعطل” واردا إذا ما شعرت بعض القوى السياسية بتهميش دورها.
استنتاج
تتفق رؤى الخبراء على أن الحسم النهائي لمصير السوداني وشكل الحكومة المقبلة سيبقى رهنا بالتوازنات بين معادلات واشنطن وطهران والنجف. يمثل هذا التحدي فرصة لتعزيز الديمقراطية والاستقرار السياسي في العراق.


