مجازر جماعية في دارفور: كارثة إنسانية بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر

تشهد مدينة الفاشر في إقليم دارفور السوداني كارثة إنسانية متفاقمة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها. وتشير التقارير إلى وقوع مجازر جماعية ذات طابع عرقي ضد السكان المحليين، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدينة. وتؤكد شهادات الناجين وتقارير المنظمات الإنسانية أن القوات المهاجمة نفذت عمليات قتل جماعي ودفن في مقابر جماعية، كما أحرقت جثثا في الشوارع لإخفاء الأدلة.

تفاصيل المجازر والفظائع

بعد أسبوعين من سقوط المدينة، لا يزال أكثر من 100 ألف شخص محاصرين داخلها. وتشير ماثيلد فو، مسؤولة المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين، إلى أن قلة من النازحين تمكنوا من الوصول إلى أماكن آمنة. وتصف الشهادات التي حصلت عليها الصحيفة حجم الكارثة الإنسانية، حيث يروي الناجون عن فظائع مروعة تشمل قتل عائلات بأكملها، واغتصاب نساء وفتيات، وضرب المدنيين أثناء محاولتهم الفرار.

استهداف قبائل بعينها

تؤكد الباحثة المتخصصة في حقوق الإنسان جهان هنري أن الاستهداف يتركز حاليا على قبيلة الزغاوة، بعد أن كانت قبيلة المساليت الهدف الرئيس في المناطق الغربية. وتشير إلى أن هذه المجازر تذكر بمجازر غرب دارفور التي صنفتها منظمات دولية على أنها إبادة جماعية. وتؤكد صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها جامعة ييل الأميركية هذه الروايات، مما يدل على حجم الدمار والفظائع التي ارتكبت.

محاولات إعلامية لتبييض الصورة

في ظل هذه الأوضاع المأساوية، تحاول قوات الدعم السريع تبييض صورتها إعلاميا عبر نشر مقاطع مصورة تظهر توزيع مساعدات إنسانية. ومع ذلك، يتهمها ناشطون بنقل مؤيدين لها من مناطق أخرى لتصوير هذه المشاهد الدعائية. وتواصل حالات النزوح الجماعي نحو بورتسودان ومناطق أخرى، رغم الانعدام شبه التام للاتصالات منذ سقوط المدينة، مما يجعل من الصعب معرفة مصير عشرات الآلاف من المحاصرين.

نداء دولي لوقف العنف

من جانبها، نددت الأمم المتحدة بوقوع انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، مؤكدة أن ما يجري في الفاشر يمثل خطرا متصاعدا بحدوث إبادة جديدة في دارفور. ويرى مراقبون أن استمرار القتال بين طرفي الصراع، قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار معاناة المدنيين العالقين بين نيران الحرب والعنف العرقي والانتقام.

وفي الختام، يظل الوضع في دارفور مأساويا ومعقدا، حيث يواجه المدنيون خطرا دائما على حياتهم. وتظل الحاجة ملحة لتدخل دولي فوري لوقف العنف وحماية السكان المدنيين. إن استمرار هذه المجازر والفظائع يعد تحذيرا خطيرا لما قد يحدث في المستقبل إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه الأعمال الوحشية. يجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لتقديم المساعدة الإنسانية وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version