تستعد الكرة التونسية لخوض غمار بطولة كأس أمم أفريقيا المقبلة، والمقرر إقامتها في المغرب بين 21 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني. كشف المدرب سامي الطرابلسي اليوم عن قائمة اللاعبين الذين سيُمثلون المنتخب الوطني في هذه المنافسة القارية الهامة، وسط ترقب كبير من الجماهير التونسية التي تتأمل في تحقيق نتائج إيجابية. القائمة ضمت 28 لاعباً، مع التركيز على اللاعبين المحترفين في أوروبا والذين يتمتعون بخبرة في اللعب مع المنتخب.
قائمة المنتخب التونسي لكأس أمم أفريقيا: مزيج من الخبرة والشباب
أعلن سامي الطرابلسي عن قائمة متنوعة تجمع بين اللاعبين المخضرمين والوجوه الشابة الصاعدة. وشملت القائمة حراساً للمرمى هم أيمن دحمان، والبشير بن سعيد، ونور الدين الفرحاتي، وصبري بن حسن، مما يضمن وجود بدائل قوية في هذا المركز الحيوي.
في خط الدفاع، اعتمد الطرابلسي على أسماء مثل ياسين مرياح، ومنتصر الطالبي، وديلان برون، وآدم عروس، بالإضافة إلى أسماء أخرى قادرة على تقديم مستوى جيد. أما في خط الوسط، فقد شهدت القائمة حضوراً قوياً للاعبين مثل إلياس السخيري، وحسام تقا، وفرجاني ساسي، وحنبعل المجبري، الذين يعتبرون ركائز أساسية في المنتخب.
وفي الخط الأمامي، اختار الطرابلسي مجموعة من المهاجمين الموهوبين، بما في ذلك إلياس سعد، وإلياس العاشوري، وسيباستيان تونكتي، وفراس شواط، وحازم المستورى، وسيف الدين الجزيري، مما يعكس رغبته في تنوع الخيارات الهجومية.
معايير اختيار اللاعبين: رؤية فنية واضحة
أكد سامي الطرابلسي في المؤتمر الصحفي الذي عقد للإعلان عن القائمة، أنه اعتمد على معايير موضوعية في اختيار اللاعبين. وأوضح أن الأولوية كانت للاعبين الناشطين في البطولات الأوروبية، لما يكتسبونه من خبرة وتنافسية عالية. بالإضافة إلى ذلك، تم أخذ اللاعبين المعتادين على أجواء المنتخب بعين الاعتبار، وكذلك اللاعبين المتألقين محلياً أو الذين برزوا خلال بطولة كأس العرب الأخيرة.
وأشار الطرابلسي إلى أن الجاهزية البدنية والذهنية للاعبين، وقدرتهم على تقديم الإضافة المرجوة للمجموعة، كانت من أهم العوامل التي أثرت في قراراته. هذه المعايير تعكس رؤية فنية واضحة تهدف إلى اختيار أفضل العناصر القادرة على تمثيل تونس بأفضل شكل ممكن في كأس أمم أفريقيا.
تجاوز خيبة كأس العرب: التركيز على المستقبل
تأتي هذه القائمة بعد مشاركة مخيبة للآمال للمنتخب التونسي في كأس العرب 2025، حيث ودع الفريق البطولة من الدور الأول. لكن الطرابلسي شدد على أن هذه المشاركة لن تؤثر على معنويات اللاعبين أو على استعدادهم لـ كأس أمم أفريقيا.
واستشهد الطرابلسي بتجربة منتخب الجزائر، الذي توج بلقب كأس العرب في النسخة الماضية، ثم غادر كأس أمم أفريقيا من الدور الأول، مؤكداً أن كل بطولة لها خصوصياتها وظروفها المختلفة. وأضاف أن الهدف الأول للمنتخب التونسي هو تجاوز الدور الأول بنجاح، وذلك من خلال التركيز على المباريات الثلاث الأولى والتأهل للدور الثاني.
معسكر تحضيري في طبرقة ومباراة ودية أمام بوتسوانا
في إطار الاستعدادات لـ كأس أمم أفريقيا، سيدخل المنتخب التونسي معسكراً تحضيرياً في مدينة طبرقة شمال تونس، بداية من الغد، وسيستمر المعسكر حتى 19 ديسمبر/كانون الأول. وخلال المعسكر، سيخوض الفريق مباراة ودية واحدة أمام منتخب بوتسوانا يوم 18 ديسمبر، وذلك دون تغطية إعلامية أو حضور جماهيري، بهدف الحفاظ على تركيز اللاعبين وتجنب أي ضغوط إضافية.
بعد انتهاء المعسكر، سيتوجه “نسور قرطاج” إلى الرباط في 19 ديسمبر، استعداداً لبدء مشوارهم في كأس أمم أفريقيا.
طموحات المنتخب التونسي في كأس أمم أفريقيا
أكد سامي الطرابلسي أن كل مدرب ولاعب ومسؤول يشارك في كأس أمم أفريقيا يطمح في الوصول إلى الأدوار النهائية من المسابقة. وهذا الطموح يمثل دافعاً قوياً للمنتخب التونسي للعمل بجد واجتهاد لتحقيق أفضل النتائج.
المنتخب التونسي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة تدعمه وتشجعه في كل مكان، ويتطلع إلى أن يكون عند حسن ظنهم في كأس أمم أفريقيا. التحضيرات جارية على قدم وساق، والروح المعنوية عالية، وكل المؤشرات تدل على أن المنتخب التونسي سيكون منافساً قوياً في هذه البطولة القارية المرموقة. نتمنى لـ “نسور قرطاج” كل التوفيق في رحلتهم نحو المجد في كأس أمم أفريقيا.



