التوتر السياسي في مدغشقر: محاولة انقلابية واحتجاجات شعبية

تشهد مدغشقر حالة من التوتر السياسي بعد إعلان رئيسها أندري راجولينا عن محاولة “غير قانونية وقسرية للاستيلاء على السلطة”، وذلك في ظل انضمام جنود إلى حركة احتجاجية بدأت في 25 سبتمبر. هذا الإعلان جاء وسط تصاعد الأحداث السياسية والعسكرية في البلاد، حيث أعلن فيلق قيادة أفراد جيش مدغشقر، المعروف باسم “كابسات”، عن تنصيب نفسه كقيادة عليا للقوات المسلحة.

خلفية الأزمة

اندلعت الاحتجاجات الشعبية في العاصمة يوم 22 سبتمبر بمشاركة واسعة من الشباب، احتجاجاً على الانقطاعات المتكررة في الكهرباء والمياه. ومع تزايد الغضب الشعبي، تحولت المطالب إلى إقالة الحكومة ورحيل الرئيس راجولينا. وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، أعلن الرئيس حل الحكومة يوم 29 سبتمبر، إلا أن هذه الخطوة لم تكن كافية لتهدئة الشارع.

الدور العسكري وتصاعد الأزمة

في تطور لافت للأحداث، أعلنت وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات المتمردة سيطرت على جميع الوحدات المسلحة في البلاد. وأكد بيان صادر عن “كابسات” أن جميع التعليمات للقوات المسلحة ستصدر من معسكرها الجديد، مما يشير إلى تحول كبير في الهيكل القيادي للجيش.

“كابسات” كانت قد عارضت سابقاً أوامر إطلاق النار على المتظاهرين ودعت الأجهزة الأمنية الأخرى للانضمام إليها. استجابة لهذا النداء، انضمت مجموعات من الجنود إلى آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في العاصمة.

ردود الفعل الرسمية والدولية

أعربت رئاسة مدغشقر عن إدانتها لمحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة وقدمت تعازيها للضحايا الذين سقطوا خلال الأحداث الأخيرة. وعلى الصعيد الدولي، تراقب القوى الإقليمية والدولية الوضع بقلق متزايد نظراً لأهمية الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة.

تحليل الوضع الراهن وآفاق المستقبل

يبدو أن الأزمة السياسية الحالية تعكس تحديات أعمق تواجهها مدغشقر فيما يتعلق بالحكم الرشيد والاستجابة لمطالب الشعب الأساسية. إن انضمام الجيش إلى صفوف المحتجين يضيف طبقة جديدة ومعقدة للصراع القائم بين الحكومة والمعارضة الشعبية.

المملكة العربية السعودية والدول الداعمة للاستقرار الإقليمي قد تلعب دورًا مهمًا عبر دعم جهود الوساطة والحوار بين الأطراف المختلفة لضمان عودة الاستقرار وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤثر سلبًا على المنطقة بأسرها.

الخلاصة

الأزمة الحالية تتطلب حلاً سياسيًا شاملاً يأخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب ويضمن مشاركة جميع الأطراف المعنية بشكل بناء. إن أي تدخل خارجي يجب أن يكون محايدًا ويهدف إلى تعزيز الحوار الوطني وتحقيق السلام المستدام.

The post أحداث مدغشقر: اكتشف ما يجري في الجزيرة الأفريقية appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version