الرواية في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
في زمن تتداخل فيه التكنولوجيا مع الحياة اليومية، وتتنافس فيه الذاكرة البشرية مع ذاكرة الآلة، تظل الرواية كفن أدبي قادر على التعبير عن مشاعر الإنسان وتحويلها إلى قصص حية. هذا ما ناقشه مجموعة من الأدباء والروائيين العرب في جلسة حوارية بعنوان الرواية مساحة للتمرد والبحث عن المعنى، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب.
تناول المشاركون مستقبل الرواية في ظل التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي، ودور السرد في الحفاظ على الوعي الإنساني. شارك في الجلسة الدكتورة بديعة الهاشمي، الروائي العماني زهران القاسمي، الدكتورة ريم البسيوني، والروائي محمد سمير ندا. ورغم تنوع رؤاهم بين النقدي والفلسفي والإبداعي، إلا أنهم اتفقوا جميعًا على أن الرواية ستظل ملاذًا لفهم الذات والعالم مهما تغيرت الأزمنة والأدوات.
الرواية كفن متجدد
أوضحت الدكتورة بديعة الهاشمي أن الرواية الجديدة لم تعد مجرد تصنيف فني بل أصبحت اتجاهًا جماليًا يعكس تمرد الإنسان على الأشكال التقليدية للسرد. وأضافت أن هذا النوع من السرد يعيد تشكيل العلاقة بين الكاتب والنص، مما يتيح للمؤلف فرصة للتجريب والانفتاح على الرمزية والأسطورة والعناصر الغرائبية.
وأكدت الهاشمي أن الرواية كائن حيّ يتغير كما تتغير الحياة نفسها، وستظل قادرة على النمو مهما تغيرت الظروف الثقافية. وأشارت إلى أنه لا يمكن فصل الحديث عن مستقبل الرواية عن النقاش حول الذكاء الاصطناعي.
الإبداع الأصيل مقابل الذكاء الاصطناعي
قالت الهاشمي إن الإبداع الأصيل لا يمكن استنساخه آليًا. فالذكاء الاصطناعي قد ينتج نصوصًا محكمة تقنيًا لكنه لن يتمكن من كتابة نصوص نابضة بالمشاعر. فالأدب هو مرآة القلب والآلة بلا قلب.
المكان كبطل موازٍ في السرد الروائي
أما الروائي زهران القاسمي فقد تحدث عن أهمية المكان في تشكيل الوعي والذاكرة داخل العمل الروائي. وأوضح كيف يمكن للمكان أن يكون بطلاً موازياً للشخصيات الرئيسية في القصة، مما يضيف عمقاً جديداً للأحداث ويعزز من ارتباط القارئ بالنص.
التكنولوجيا والرواية: تأثيرات مستقبلية
مع تقدم التكنولوجيا وظهور الذكاء الاصطناعي، يتساءل الكثيرون عن تأثير هذه التطورات على الأدب والروايات بشكل خاص. هل ستتمكن الآلات من كتابة روايات تضاهي تلك التي يكتبها البشر؟ أم سيظل هناك شيء فريد ومميز يتعلق بالإبداع البشري لا يمكن للآلة تقليده؟
من الواضح أن الروايات ستستمر في التطور والتكيف مع العصر الرقمي الجديد. ومع ذلك، يبقى العنصر البشري هو الذي يمنح النصوص الأدبية روحها وعمقها الفريدين.
الخلاصة: دور الرواية المستقبلي
في النهاية، تظل الروايات وسيلة قوية لفهم العالم والتعبير عن الذات الإنسانية بكل تعقيداتها وجمالها. وبينما تستمر التكنولوجيا في تغيير الطريقة التي نعيش بها حياتنا اليومية، فإن الحاجة إلى القصص الإنسانية الحقيقية لن تختفي أبدًا.
The post الرواية والذكاء الاصطناعي: انعكاس الإنسان الحديث appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.


