تُعد اللياقة البدنية هدفًا يسعى إليه الكثيرون، لكن غالبًا ما نجد أنفسنا غارقين في بحر من النصائح المتضاربة والخرافات الشائعة. هذه المفاهيم المغلوطة قد تعيق تقدمنا نحو صحة أفضل، بل وقد تضر بنا أكثر من أن تفيد. فما هي هذه الخرافات، وكيف يمكننا التمييز بين المعلومة الصحيحة والمضللة؟ في هذا المقال، سنكشف عن سبع نصائح رياضية شائعة قد تكون مُضللة، ونقدم لك المعلومات الدقيقة التي تساعدك على تحقيق أهدافك الرياضية بأمان وفعالية.
خرافة: تمارين القلب هي أفضل طريقة للتحكم في الوزن
الكثيرون يعتقدون أن الركض، السباحة، أو أي نشاط تمارين قلبية هو الحل السحري لإنقاص الوزن. بينما لا شك أن هذه التمارين تحرق السعرات الحرارية وتعزز صحة القلب والأوعية الدموية، إلا أنها ليست الطريقة الوحيدة – أو حتى الأكثر فعالية – للتحكم في الوزن.
كما تؤكد ليزا كير، المدربة الصحية المعتمدة، فإن النظام الغذائي وتمارين القوة يلعبان دورًا حيويًا جنبًا إلى جنب مع الكارديو. والأهم من ذلك، تمارين القوة تعمل على بناء الكتلة العضلية، مما يزيد من معدل الأيض الأساسي، وبالتالي حرق المزيد من السعرات الحرارية حتى أثناء الراحة. لذلك، يفضل اتباع نظام لياقة بدنية متوازن يجمع بين تمريني القوة والقلب للحصول على أفضل النتائج في فقدان الوزن.
خرافة: إذا لم تشعر بألم فأنت لم تتمرن بشكل كافٍ
يربط العديد من الأشخاص فعالية التمرين بالشعور بألم شديد في العضلات في اليوم التالي. هذا الاعتقاد خاطئ. ففي حين أن بعض الانزعاج الخفيف قد يكون طبيعيًا، إلا أن الألم لا يمثل دائمًا مؤشرًا على التقدم.
الدكتورة كير توضح أن الألم قد يكون ببساطة إشارة من الجسم إلى وجود مشكلة. أما الشعور بألم شديد بعد 48 ساعة من التمرين، فهو ما يُعرف بـ “ألم العضلات المتأخر”، وهو دليل على أنك بذلت مجهودًا أكبر من قدرة عضلاتك، وليس بالضرورة أن تمرينك كان أفضل. من الأفضل التركيز على التحميل التدريجي، أي زيادة الأوزان أو التكرارات أو الشدة تدريجيًا، لتجنب الإصابات وضمان التقدم المستمر.
خرافة: يمكنني تقليل الدهون في منطقة بعينها
ترغب الكثيرات في التخلص من دهون البطن، ويعتقدن أن ممارسة تمارين البطن المستمرة ستحقق ذلك. هذه خرافة شائعة جدًا. لا يمكنك استهداف دهون منطقة معينة للتخلص منها.
فقدان الدهون يحدث في جميع أنحاء الجسم، ويتأثر بعوامل مثل الوراثة، النظام الغذائي، ومستوى النشاط البدني. بدلًا من محاولة “شد” منطقة معينة، ركزي على تمارين القوة لكامل الجسم، والنشاط القلبي، واتباع نظام غذائي متوازن.
خرافة: تدرب يوميًا ولمدة طويلة لتحصل على نتائج
الاستمرارية مهمة، لكن الإفراط في التمرين ليس دائمًا هو الأفضل. يحتاج الجسم إلى وقت للتعافي وإعادة البناء والتكيف. الإفراط في التمرين يمكن أن يؤدي إلى التعب، الإصابات، وحتى الانتكاسات.
ينصح كريس جوردان، إختصاصي فسيولوجيا التمارين الرياضية، بممارسة الرياضة من 3 إلى 5 مرات في الأسبوع. الأهم هو الجودة والتنوع والتقدم. لا يتعلق الأمر بطول المدة، بل بالكثافة والاتساق. التمارين عالية الكثافة المتقطعة (HIIT) القصيرة، على سبيل المثال، يمكن أن تكون فعالة للغاية في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وزيادة معدل الأيض.
خرافة: لابد من الذهاب إلى صالة ألعاب رياضية لممارسة الرياضة
لا تحتاج بالضرورة إلى عضوية في صالة الألعاب الرياضية لتحسين صحتك ولياقتك. الصالات توفر المعدات والبنية التحتية، ولكن الحركة هي الأهم، بغض النظر عن المكان. يمكنك ممارسة تمارين وزن الجسم في المنزل، أو استخدام أوزان بسيطة، أو ببساطة المشي السريع في الحي.
التمارين القصيرة والفعالة يمكن أن تتناسب مع جداولك المزدحمة، حتى لو لم يكن لديك وقت للذهاب إلى الصالة.
خرافة: لقد كبرت على التمرين ورفع الأوزان
هذه الخرافة خطيرة. تمارين القوة ليست حكرًا على الشباب، بل هي ضرورية لعملية الشيخوخة الصحية. مع التقدم في السن، نفقد الكتلة العضلية والقوة وكثافة العظام بشكل طبيعي. تدريب القوة المنتظم يساعد على مكافحة هذه التغيرات ويقلل من خطر السقوط والكسور وأمراض التمثيل الغذائي.
رفع الأوزان هو أمر نسبي ويعتمد على مستوى لياقتك. الأهم هو التدريب بأمان وتدريجيًا.
خرافة: مارس الرياضة على معدة فارغة لحرق المزيد من الدهون
يعتقد البعض أن ممارسة الرياضة على معدة فارغة يزيد من حرق الدهون. هذا الاعتقاد له بعض الأسس، ولكن تأثيره عابر وقصير المدى.
كما يقول روبرت جيه. ديفيس، مؤلف كتاب “لياقة بدنية أسرع”، فإن التمارين المكثفة على معدة فارغة قد تكون غير فعالة على المدى الطويل، لأن الجسم قد لا يملك الطاقة الكافية لإكمال التدريب بكفاءة. الأبحاث تشير إلى أن تمارين الكارديو على معدة فارغة لا تقدم أي فوائد إضافية.
في الختام، من الضروري التشكيك في المعلومات الشائعة حول اللياقة البدنية والبحث عن المصادر الموثوقة. ركز على اتباع نظام لياقة بدنية متوازن، يتضمن تمارين القوة والقلب، ونظامًا غذائيًا صحيًا، والراحة الكافية، لتجنب الخرافات وتحقيق أهدافك في بناء جسم صحي وقوي. تذكر، الاستشارة مع مدرب رياضي مؤهل يمكن أن توفر لك التوجيه والدعم اللازمين لرحلتك نحو اللياقة البدنية.



