مع بداية فصل الشتاء، يعاني العديد من سائقي السيارات من مشكلة شائعة ومزعجة: ضعف بطارية السيارة وعدم القدرة على تشغيلها في الصباح البارد. هذه المشكلة ليست حكراً على السيارات التقليدية، بل تمتد لتشمل أيضاً السيارات الكهربائية التي تعتمد على بطارية 12 فولت إضافية بجانب البطارية الرئيسية. يوضح نادي السيارات الألماني أن الأعطال المتعلقة بالبطاريات تزداد بشكل ملحوظ خلال أشهر الشتاء، مما يستدعي اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب هذا الموقف.
لماذا تتعطل بطارية السيارة في الشتاء؟
تعتبر الفترة من أكتوبر إلى مارس الأكثر خطورة على بطاريات السيارات. لا يرجع ذلك إلى عطل مفاجئ، بل إلى مجموعة من العوامل الجوية وطريقة استخدام السيارة. أهم هذه العوامل هو تأثير درجات الحرارة المنخفضة على العمليات الكيميائية داخل البطارية.
تأثير البرودة على أداء البطارية
مع انخفاض درجة الحرارة، تتباطأ التفاعلات الكيميائية التي تولد الطاقة داخل البطارية. هذا يعني أن البطارية تصبح أقل قدرة على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل المحرك. كلما كانت البطارية أقدم، زاد تأثير البرودة عليها. بالإضافة إلى ذلك، يزداد استهلاك الطاقة في السيارة خلال الشتاء بسبب استخدام العديد من الأجهزة الإضافية.
زيادة استهلاك الطاقة في الشتاء
تستهلك تجهيزات الراحة الشتوية مثل تدفئة المقاعد، وتدفئة الزجاج الأمامي، وتدفئة المرايا، والإضاءة، ومساحات الزجاج كميات كبيرة من الطاقة. هذا الاستهلاك الإضافي يضع عبئاً أكبر على بطارية السيارة، مما يؤدي إلى تفريغها بسرعة أكبر.
قيادة المسافات القصيرة: خطر يهدد البطارية
تعتبر القيادة لمسافات قصيرة في الشتاء من العوامل التي تساهم في ضعف البطارية. في السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي، يقوم المولد الكهربائي (الدينامو) بشحن البطارية أثناء القيادة. ولكن، إذا كانت المسافات التي تقطعها قصيرة، فإن الطاقة المستهلكة لتشغيل المحرك والتجهيزات الأخرى تكون أكبر من الطاقة التي يتمكن الدينامو من تعويضها. ونتيجة لذلك، ينخفض مستوى شحن بطارية السيارة تدريجياً مع كل تشغيل.
لذا، يُنصح بتقليل استخدام تجهيزات الراحة قدر الإمكان، مع التأكيد على عدم إيقاف تشغيل أنظمة السلامة الأساسية مثل الإضاءة والمروحة. الحفاظ على هذه الأنظمة قيد التشغيل يضمن استمرار عمل الدينامو وشحن البطارية.
علامات تدل على ضعف بطارية السيارة
هناك عدة علامات يمكن للسائقين ملاحظتها والتي تشير إلى ضعف بطارية السيارة قبل أن تتعطل تماماً. من بين هذه العلامات:
- بطء دوران المحرك: إذا لاحظت أن المحرك يستغرق وقتاً أطول من المعتاد للدوران والتشغيل، فقد يكون ذلك علامة على ضعف البطارية.
- خفوت الإضاءة: إذا لاحظت أن الإضاءة الداخلية والخارجية للسيارة خافتة أو تومض عند محاولة تشغيل المحرك، فهذا يشير إلى أن البطارية لا توفر الطاقة الكافية.
- تعطّل نظام Start-Stop: إذا كانت سيارتك مزودة بنظام التشغيل/الإيقاف (Start-Stop) وتوقفت عن العمل عند درجات حرارة أعلى من 3 مئوية، فقد يكون ذلك بسبب ضعف البطارية. هذا النظام يتوقف تلقائياً عند البرودة الشديدة لحماية البطارية.
اختبار قوة البطارية بنفسك
يقترح خبراء نادي السيارات الألماني إجراء اختبار سريع لتقييم قوة بطارية السيارة في المنزل:
- قف أمام مرآب أو جدار.
- شغّل الأضواء الأمامية للسيارة.
- أطفئ المحرك.
- راقب شدة الضوء.
إذا لاحظت أن الضوء خفت بسرعة، فهذا يعني أن البطارية ضعيفة الشحنة وتحتاج إلى فحص أو شحن.
كيفية تجديد شحن البطارية
لتجديد شحن البطارية، يكفي قيادة السيارة لمسافة تزيد عن 30 دقيقة بشكل متواصل. يفضل القيام بذلك على الطرق السريعة أو الطرق الريفية، مع إيقاف تشغيل أي أجهزة كهربائية غير ضرورية. هذا يسمح للدينامو بشحن البطارية بشكل كامل.
بطاريات السيارات الكهربائية والشتاء
على الرغم من أن السيارات الكهربائية تعتمد على بطارية دفع رئيسية كبيرة، إلا أنها أيضاً تحتوي على بطارية 12 فولت لتشغيل الأنظمة الإلكترونية الأساسية. تتم عملية شحن هذه البطارية أثناء شحن بطارية الدفع الرئيسية.
في حالة ضعف أداء هذه البطارية، يمكن تشغيل السيارة بمساعدة خارجية (كابلات التوصيل) ثم إعادة شحنها تلقائياً عبر العاكس الكهربائي. كما يمكن شحن بطارية السيارة الكهربائية 12 فولت باستخدام شاحن مناسب، وعادةً ما تستغرق العملية من بضع ساعات إلى نصف يوم، حسب حالة البطارية.
الخلاصة
مع اقتراب فصل الشتاء، من الضروري فحص بطارية السيارة والتأكد من أنها في حالة جيدة. اتباع النصائح المذكورة أعلاه، مثل تقليل استهلاك الطاقة، والقيادة لمسافات أطول، وإجراء اختبارات دورية، يمكن أن يساعد في تجنب مشكلة عدم تشغيل السيارة في الصباح البارد. لا تتردد في استشارة فني متخصص إذا كنت تشك في وجود مشكلة في بطارية سيارتك. تذكر أن الوقاية خير من العلاج، خاصةً في ظل الظروف الجوية القاسية.
