قد لا يلتفت الكثيرون إلى وجوده، لكن حساس الأكسجين (أو حساس العادم) يلعب دورًا حيويًا في أداء سيارتك، واستهلاكها للوقود، وحتى في الحفاظ على البيئة. مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الاعتماد على السيارات، يصبح فهم وظيفة هذا المكون الصغير وكيفية العناية به أمرًا ضروريًا لضمان قيادة آمنة واقتصادية. هذا المقال سيوضح لك كل ما تحتاج معرفته عن حساس الأكسجين، من وظيفته الأساسية إلى علامات تلفه وكيفية فحصه.
ما هي وظيفة حساس الأكسجين؟
حساس الأكسجين، كما تشير إليه مجلة “أوتو تسايتونغ” الألمانية، يعمل بمثابة “عين إلكترونية” داخل نظام العادم. مهمته الأساسية هي مراقبة كمية الأكسجين المتبقية في غازات العادم الناتجة عن عملية الاحتراق في المحرك. يقوم الحساس بقياس نسبة الهواء إلى الوقود باستمرار، ثم يرسل هذه البيانات إلى وحدة التحكم الإلكترونية في السيارة (ECU).
بناءً على هذه المعلومات، تقوم وحدة التحكم بضبط خليط الوقود والهواء تلقائيًا لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة. هذا يعني:
- تحسين أداء المحرك وقدرته على الاستجابة.
- تقليل استهلاك الوقود بشكل ملحوظ.
- الحد من انبعاثات الغازات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون.
في السيارات الحديثة، غالبًا ما يتم تركيب حساسين للأكسجين. الأول يقع قبل المحول الحفاز، وظيفته قياس نسبة الوقود والهواء الداخلة للمحرك. والثاني يقع بعد المحول الحفاز، ويهدف إلى مراقبة كفاءة المحول في تحويل الغازات الضارة إلى مواد أقل ضررًا.
علامات تدل على تلف حساس الأكسجين
عندما يبدأ حساس الأكسجين في التدهور أو يتعطل، ترسل السيارة إشارات تحذيرية واضحة. من بين هذه العلامات:
- إضاءة لمبة فحص المحرك: هذه هي العلامة الأكثر شيوعًا، وتشير إلى وجود مشكلة في نظام التحكم في الانبعاثات.
- زيادة استهلاك الوقود: إذا لاحظت أنك تملأ خزان الوقود بشكل متكرر أكثر من المعتاد، فقد يكون حساس الأكسجين هو السبب.
- ضعف التسارع: قد تشعر بأن السيارة أصبحت أبطأ في الاستجابة لدواسة الوقود.
- انبعاث دخان أو رائحة غير طبيعية: قد تلاحظ دخانًا أسود أو أبيض يخرج من العادم، أو رائحة كريهة تشبه البيض الفاسد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي فحص السيارة باستخدام جهاز تشخيص إلكتروني (OBD) إلى ظهور رمز خطأ محدد يشير إلى وجود مشكلة في حساس الأكسجين.
أسباب تلف حساس الأكسجين
هناك عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى تلف حساس الأكسجين بمرور الوقت. من بين الأسباب الأكثر شيوعًا:
- التآكل والصدأ: التعرض المستمر للحرارة والرطوبة يمكن أن يتسبب في تآكل الحساس وتلفه.
- الحرارة العالية: درجات الحرارة المرتفعة داخل نظام العادم يمكن أن تؤثر سلبًا على أداء الحساس.
- تلوث الوصلات الكهربائية: يمكن أن تتراكم الأوساخ والرواسب على الوصلات الكهربائية، مما يعيق تدفق الإشارة.
- تلف الكابلات: قد تتضرر كابلات الحساس نتيجة الاحتكاك أو قضم القوارض.
- انقطاع الإشارة: يمكن أن يتسبب التآكل أو الحرارة في انقطاع الإشارة المرسلة من الحساس إلى وحدة التحكم.
عادةً، يُقدر العمر الافتراضي لحساس الأكسجين بحوالي 100,000 كيلومتر. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يتلف الحساس قبل ذلك، وأحيانًا عند الوصول إلى 60,000 كيلومتر فقط، خاصةً في البيئات القاسية أو في السيارات التي تتعرض للاستخدام الشديد. العناية الدورية بالسيارة، مثل فحص نظام العادم وتنظيف الوصلات الكهربائية، يمكن أن تساعد في إطالة عمر حساس الأكسجين.
كيف تفحص حساس الأكسجين؟
لا يتطلب فحص حساس الأكسجين دائمًا معدات متخصصة. يمكنك البدء بإجراء فحص بصري بسيط للتأكد من عدم وجود أي تلف واضح أو تراكم للأوساخ.
بعد ذلك، يمكنك استخدام جهاز تشخيص إلكتروني (OBD) لقراءة رموز الأعطال المخزنة في وحدة التحكم. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن بعض رموز الأعطال قد تكون مضللة. على سبيل المثال، رسائل مثل “إشارة غير صحيحة” أو “تدفئة غير كافية” قد تشير إلى مشكلة في الدائرة الكهربائية أو في مكون آخر من النظام بخلاف الحساس نفسه.
في الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يكون من الضروري فحص الجهد الكهربائي الخارج من الحساس باستخدام مقياس متعدد، أو إجراء اختبارات أداء أكثر دقة في ورشة صيانة متخصصة.
أهمية عدم تجاهل مشاكل حساس الأكسجين
تجاهل مشكلة حساس الأكسجين يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. فعملية الاحتراق غير المضبوطة يمكن أن ترفع حرارة نظام العادم بشكل كبير، مما قد يتسبب في:
- تلف المحول الحفاز، وهو أحد أغلى أجزاء نظام العادم.
- احتراق صمام العادم.
- انسداد أو تلف فلتر الجسيمات (في السيارات التي تعمل بالديزل).
وبالتالي، فإن تأخير إصلاح حساس الأكسجين قد يؤدي إلى تكاليف إصلاح باهظة في المستقبل.
عادة ما يستغرق استبدال حساس الأكسجين في ورشة عمل محترفة ما بين 30 و60 دقيقة. قد يستغرق الأمر وقتًا أطول في السيارات القديمة أو التي تعرضت لتآكل شديد، حيث قد يكون من الصعب فك الحساس الملتصق بسبب الصدأ.
في الختام، حساس الأكسجين هو مكون أساسي في نظام التحكم في الانبعاثات في سيارتك. فهم وظيفته، والتعرف على علامات تلفه، والعناية به بشكل دوري، يمكن أن يساعدك في الحفاظ على أداء سيارتك الأمثل، وتقليل استهلاك الوقود، وحماية البيئة. لا تتردد في فحص سيارتك بانتظام والتأكد من أن حساس الأكسجين يعمل بشكل صحيح.


