اعلان
انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، يوم الأربعاء إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن نية الاتحاد الأوروبي تعليق “دعمه الثنائي” مع إسرائيل وتعليق جزء من الجوانب التجارية في اتفاقية الشراكة بين الطرفين.
وصف ساعر تصريحات فون دير لاين بأنها “مؤسفة”، معتبرًا أن “هذا التصرف سلوك غير مقبول بين الشركاء”. وأشار إلى أن بعض محتويات خطابها “تتضمن تكرارًا لدعاية كاذبة تروجها حماس وشركاؤها”.
وقال ساعر: “مرة أخرى، تُرسل أوروبا رسالة خاطئة تُسهم في تعزيز موقف حماس والمحور الراديكالي في الشرق الأوسط”.
جاء ذلك رداً على خطاب ألقته فون دير لاين خلال تقديمها الكلمة السنوية عن حالة الاتحاد، حيث انتقدت ما وصفته بـ”مجاعة من صنع الإنسان” في قطاع غزة، وتحدثت عن “محاولة واضحة” من جانب إسرائيل “لتقويض حل الدولتين”. ووصفَت عجز أوروبا عن اتخاذ موقف موحد تجاه الإجراءات الإسرائيلية في غزة بأنه “مؤلم”.
وأكدت فون دير لاين أن “ما يحدث في غزة غير مقبول”، داعية أوروبا إلى “قيادة الطريق كما فعلت في مناسبات سابقة”.
من جانبه، أوضح ساعر أن رئيسة المفوضية الأوروبية “على دراية تامة بالتعاون القائم بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، ضمن جهود دولية أخرى، لدعم المساعدات الإنسانية في غزة”.
وشدد على أن “السبب الجوهري لمعاناة السكان في غزة يعود بالكامل إلى حماس”، مذكّرًا بأن الحرب بدأت إثر هجوم شنه مسلحون بقيادة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، بينهم عدد كبير من المدنيين.
ولا تزال حماس تحتجز 48 رهينة، ويُعتقد أن نحو 20 منهم على قيد الحياة.
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن “استمرار الوضع الحالي هو نتيجة للرفض المستمر من قبل حماس لإطلاق سراح الرهائن ونزع سلاحها”، مشيرًا إلى أن “المعاناة التي يواجهها الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء تقع مسؤوليتها بالكامل على عاتق حماس”.
وأضاف ساعر: “كل من يسعى إلى إنهاء الحرب يعرف جيدًا الطريقة لتحقيق ذلك: إطلاق سراح الرهائن ونزع سلاح حماس، وبناء مستقبل جديد لغزة”.
في وقت سابق من العام الجاري، وافق الاتحاد الأوروبي على مراجعة شراكته الأساسية مع إسرائيل، والمعروفة باسم اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لعام 1995، وذلك رداً على الإجراءات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.
إلا أن التوصل إلى توافق بين الدول الأعضاء في الاتحاد حول اتخاذ إجراءات إضافية ظل مستحيلاً حتى الآن، بسبب خلافات عميقة بينها.
وفي هذا السياق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: “أدرك أن من الصعب تحقيق أغلبية”، مضيفًة: “لكن يجب أن نتحمل جميعًا مسؤولياتنا”.
وردّ ساعر على تصريحها بالقول إن رئيسة المفوضية “تُخطئ عندما تستجيب لضغوط عناصر تسعى إلى تقويض العلاقات بين إسرائيل وأوروبا”، مؤكدًا أن “هذا الموقف يتعارض مع مصالح الدول الأوروبية نفسها”، ومشددًا مجددًا على أن “هذا سلوك غير مقبول بين الشركاء”.