كشفت الشرطة الكندية عن تفاصيل مثيرة حول عملية “نيابوليتان” التي استهدفت شبكة إجرامية خطيرة، حيث تم اعتقال ثلاثة أفراد وتوجيه اتهامات واسعة النطاق لهم، تشمل جرائم كراهية، ومحاولات خطف، وحتى تهم تتعلق بالإرهاب. هذه القضية، التي هزت مجتمعات تورونتو ومنطقة بيل، تسلط الضوء على أهمية التعاون الأمني لمواجهة التهديدات المتزايدة، وتؤكد على التزام السلطات بحماية جميع أفراد المجتمع. وتعتبر جرائم الكراهية تهديدًا خطيرًا يتطلب يقظة مستمرة وتدخلًا فعالًا.
تفاصيل عملية “نيابوليتان” والاعتقالات
أعلنت شرطة تورونتو وشرطة منطقة بيل، في 20 ديسمبر 2025، عن نتائج تحقيق مشترك مكثف أُطلق عليه اسم “نيابوليتان”. أسفر هذا التحقيق عن اعتقال ثلاثة أشخاص: وليد خان (26 عامًا)، عثمان عزيزوف (18 عامًا)، وفهد سادات (19 عامًا)، وجميعهم من سكان مدينة تورونتو. تم توجيه 79 تهمة إجمالاً ضد المتهمين، مما يعكس خطورة الأفعال التي يُزعم أنهم ارتكبوها.
بداية التحقيق: حادثتا تورونتو وميسيساجا
بدأت التحقيقات في مايو ويونيو 2025، بعد وقوع حادثتين مقلقتين في منطقة تورونتو الكبرى. في 31 مايو، حاولت مجموعة من ثلاثة رجال إجبار امرأة على دخول مركبة في تورونتو، مستخدمين مسدسًا وسكينًا. لحسن الحظ، تمكنت الضحية من الفرار بفضل تدخل أحد المارة. لاحقًا، في 24 يونيو، استهدفت مجموعة مماثلة امرأتين في ميسيساجا، وهددتهما بمسدس وبندقية وسكين، لكنهما تمكنتا أيضًا من الإفلات.
الربط بين الحادثتين كان نقطة تحول في التحقيق، مما سمح للشرطة بتحديد المشتبه بهم والبدء في عملية اعتقالهم. خلال تفتيش منازل المتهمين في تورونتو، تم العثور على أسلحة نارية وذخيرة ومخازن ذات سعة عالية، مما يؤكد التخطيط المسبق لهذه الجرائم.
تصاعد الجرائم: من الخطف إلى الإرهاب
لم يقتصر التحقيق على محاولات الخطف، بل توسع ليشمل جرائم أخرى ذات دوافع كراهية، تستهدف النساء وأفراد المجتمع اليهودي. هذا التوسع أدى إلى اكتشاف صلات محتملة بالإرهاب، مما استدعى تدخل الشرطة الملكية الكندية (RCMP) لإجراء تحقيق موازٍ.
التهم الإرهابية الموجهة ضد وليد خان
نتيجة للتحقيق الموازي، تم توجيه تهم إرهابية محددة ضد وليد خان، بالإضافة إلى تهم تتعلق بالاعتداء بالأسلحة وحيازة ممتلكات مسروقة وانتهاك شروط المراقبة. لم يتم الكشف عن تفاصيل التهم الإرهابية بشكل كامل لحماية سير التحقيقات، ولكنها تشير إلى أن المتهم كان يخطط لأعمال عنف أكثر خطورة. هذا التطور يثير قلقًا بالغًا بشأن انتشار التطرف العنيف في كندا.
ردود فعل رسمية وأهمية التعاون الأمني
أكد المسؤولون في كل من شرطة تورونتو وشرطة منطقة بيل على أهمية التعاون الوثيق بين وكالات إنفاذ القانون في مواجهة هذه التهديدات.
تصريحات رئيسي الشرطة
قال رئيس شرطة تورونتو، مايرون ديمكيف، إن “هذا التحقيق يظهر أثر التعاون القوي في حماية مجتمعاتنا. لقد تمكنا من اعتقال ثلاثة أفراد متهمين بارتكاب جرائم تستهدف النساء وأعضاء المجتمع اليهودي، وقدّم شركاؤنا استجابة قوية وموحدة.”
وأضاف رئيس شرطة منطقة بيل: “ما بدأ كمحاولات مسلحة لخطف النساء أدى إلى اعتقالات وتوجيه تهم مهمة، مما أوقف تصاعدًا خطيرًا لـ جرائم الكراهية والإرهاب في المنطقة وما وراءها.” هذه التصريحات تؤكد على أن السلطات تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد وتعمل بجد لحماية المواطنين.
استراتيجية شاملة لمواجهة التهديدات
أشار المسؤولون إلى أن وكالات إنفاذ القانون نفذت استراتيجية شاملة بالتعاون مع شركاء الاستخبارات لمراقبة أي تهديد محتمل للمجتمع. تضمنت هذه الاستراتيجية جمع الأدلة وتحليلها، ومراقبة المشتبه بهم، وتنفيذ عمليات تفتيش دقيقة. الهدف من هذه الاستراتيجية هو منع وقوع المزيد من الجرائم وحماية الأبرياء.
تفاصيل التهم الموجهة للمتهمين
بالإضافة إلى التهم الإرهابية الموجهة ضد وليد خان، يواجه المتهمون الثلاثة تهمًا مشتركة تشمل التآمر لارتكاب الخطف والاعتداء الجنسي، وحيازة أسلحة نارية غير مرخصة، والتنكر بقصد ارتكاب جريمة، وسرقة مركبات. تعتبر هذه التهم خطيرة للغاية ويمكن أن تؤدي إلى أحكام سجن طويلة. التحقيق لا يزال مستمرًا وقد يتم توجيه المزيد من التهم في المستقبل. التركيز على الأمن القومي في هذه القضية واضح.
موعد المحاكمة والخطوات التالية
من المقرر أن تبدأ محاكمة المتهمين أمام محكمة أونتاريو للعدالة يوم الخميس الموافق 29 يناير 2026. خلال المحاكمة، ستقدم النيابة العامة الأدلة التي جمعتها لإثبات تورط المتهمين في الجرائم الموجهة إليهم. من المتوقع أن تكون المحاكمة طويلة ومعقدة، نظرًا لعدد التهم الموجهة للمتهمين وحساسية القضية. ستكون هذه المحاكمة فرصة لتقديم العدالة للضحايا وإرسال رسالة قوية إلى أي شخص يفكر في ارتكاب جرائم عنف مماثلة.
في الختام، تُعد عملية “نيابوليتان” بمثابة تذكير بأهمية اليقظة والتعاون في مواجهة التهديدات الأمنية. إن نجاح هذه العملية يعكس التزام السلطات الكندية بحماية جميع أفراد المجتمع من الجريمة والعنف، بغض النظر عن دوافعها. ندعو الجميع إلى الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه إلى السلطات المختصة للمساهمة في الحفاظ على أمن وسلامة مجتمعاتنا.


