اعلان

أظهرت استطلاعات الرأي الأولية في رومانيا تقدم المرشح المستقل نيكوسور دان بنسبة تقترب من 54% في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، متقدّمًا على منافسه اليميني المتشدد جورج سيميون الذي يُتوقع أن يحصل على نحو 45%. وقد شهدت الانتخابات نسبة مشاركة مرتفعة بلغت 64%، أي ما يزيد عن 11 مليون ناخب.

ورغم هذا التقدّم، يرى مراقبون أن السباق لم يُحسم بعد، خاصة في ظل تأثير الأصوات القادمة من الشتات الروماني، والتي لم تُحتسب بعد وقد تحمل معها مفاجآت قد تغيّر ملامح النتائج النهائية.

أرقام متقاربة

أظهرت بيانات معهد أفانغارد أن دان حصل على 54.9% مقابل 45.0% لسيميون، فيما قدّرت مؤسسة كورس النسب بـ 54.1% لدان و45.9% لسيميون، بهامش خطأ يبلغ نحو 2%. وتشير هذه النتائج إلى تقلّب المزاج الانتخابي، إذ كان سيميون قد تصدّر الجولة الأولى.

ويعتقد محللون أن التفوّق في المدن الكبرى التي شارك سكانها بكثافة ساهم في ترجيح كفة دان، بينما كانت نسب الإقبال أضعف في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة التي تميل غالبًا لليمين المتشدد.

تأتي هذه الانتخابات في لحظة حاسمة من التاريخ السياسي الروماني، وسط استقطاب حاد بين توجهين: الأول يمثله نيكوسور دان بموقفه الداعم للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، والثاني يقوده جورج سيميون بخطاب قومي شعبوي أثار الجدل داخليًا وخارجيًا.

وقد هيمنت على الحملة الانتخابية قضايا الهوية، والانتماء الجيوسياسي، وسيادة القانون، إضافة إلى مكافحة الفساد. واتهم أنصار دان خصمهم سيميون بالسعي لإبعاد رومانيا عن المنظومة الغربية والاقتراب من نماذج سياسية شعبوية محافظة.

تحذيرات رسمية من “تدخل روسي”

في الساعات الأخيرة من يوم التصويت، أصدرت وزارات الخارجية والداخلية والدفاع بيانًا مشتركًا تحدثت فيه عن محاولات تدخل روسي عبر منصات التواصل الاجتماعي، من بينها تيليغرام وتيك توك، بهدف التأثير على مجريات الاقتراع.

وكشفت السلطات عن تداول فيديو مفبرك يدّعي أن “قوات فرنسية ترتدي زي الدرك الروماني للتدخل داخليًا”، مؤكدة أن مصدره مرتبط بجهات روسية.

وفي سياق موازٍ، أعلن بافل دوروف، مؤسس تيليغرام، أنه تلقى طلبًا من “دولة غربية” لإغلاق قنوات سياسية محافظة في رومانيا، لكنه رفض ذلك قائلاً: “تيليغرام لن يقيّد حرية المستخدمين الرومانيين، ولن يحجب قنواتهم السياسية”.

مع إغلاق صناديق الاقتراع، تتجه الأنظار إلى الفرز الرسمي ونتائج تصويت الجاليات الرومانية في الخارج، والتي لطالما لعبت دورًا محوريًا في ترجيح كفة مرشحين في جولات سابقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version