بقلم: يورونيوز
نشرت في
في ظل ظروف مناخية استثنائية وتحديات لوجستية صعبة، تمكن الدفاع المدني السوري بمساعدة فرق إنقاذ عربية من السيطرة على معظم حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق حرجية واسعة في غرب البلاد، منذ أكثر من أسبوعين.
وبعد مجهودات متواصلة استمرت عشرة أيام، بدأت الفرق بالانتقال إلى مرحلة التبريد والرصد تحسباً لأي تجدد للحرائق.
وأوضح الدفاع المدني في بيان له: “مع وقف امتداد الحرائق والسيطرة على بؤر النيران على كافة المحاور يوم أمس السبت، تواصل الفرق عمليات التبريد الشامل لجميع المواقع التي شهدت اندلاع النيران، بالإضافة إلى عمليات الرصد والمراقبة المستمرة تحسباً لتكرارها”.
وتزامنت هذه الحرائق مع موجة حرّ غير مسبوقة ضربت المنطقة منذ مطلع تموز/يوليو 2025، وأدت إلى اندلاع حرائق هائلة في المناطق الحرجية بمحافظة اللاذقية، أتت على نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية، بحسب تقديرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا.
وأشار الدفاع المدني إلى أن الرياح القوية ووجود الألغام ومخلفات الحرب ووعورة التضاريس، إضافة إلى ضعف الإمكانات، عقدت عملية إخماد الحرائق التي استمرت عشرة أيام متواصلة.
من جانبه، أكد وزير الطوارئ رائد الصالح، في منشور على منصة “إكس” ليل السبت، أن فرق الدفاع المدني بدعم من فرق من تركيا ولبنان والأردن وقطر والعراق، توصلت إلى “وقف امتداد النار على جميع المحاور”، وهي الخطوة التي وصفها بأنها “الأهم باتجاه السيطرة الكاملة على الحرائق”.
وقال الوزير: “وفق تقييم غرفة العمليات المشتركة، فإن الوضع اليوم هو الأفضل منذ بداية الأزمة قبل عشرة أيام”، محذراً من استمرار التهديدات بسبب حركة الرياح، لكنه شدد على الجهود المستمرة لمنع أي توسع للحرائق مستقبلاً.
كما تواصل فرق الإنقاذ “عمليات فتح طرقات وخطوط نار داخل الغابات وتقسيمها إلى قطاعات وتوسيع المسافات الفاصلة بين كل قطاع بهدف الحد من فرص انتقال الحرائق في حال اندلاعها من جديد، وتسهيل حركة سيارات الإطفاء والفرق أثناء التعامل معها”، بحسب ما ذكر الدفاع المدني.
تشارك أكثر من 150 فرقة من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، إضافة إلى فرق من الوزارات والمؤسسات وفرق تطوعية، في عمليات إخماد حرائق الغابات بريف اللاذقية، مدعومة بـ 300 آلية إطفاء وعشرات الوحدات اللوجستية، إلى جانب معدات هندسية ثقيلة لفتح الطرق وتقسيم الغابات إلى قطاعات سهلة الوصول.
كما تنخرط فرق إطفاء برية من تركيا والأردن، إلى جانب 16 طائرة إطفاء من سوريا وتركيا والأردن ولبنان في عمليات جوية منسقة لإخماد الحرائق من الجو.
ووصلت أمس فرقة إنقاذ قطرية مكوّنة من 138 عنصراً وحوامات وسيارات إطفاء، لتعزيز الجهود الرامية للسيطرة على النيران.
ويأتي هذا الحدث البيئي الكارثي في وقت لا تزال فيه سوريا تعاني من آثار النزاع الذي استمر أكثر من عقد، والذي خلف مخلفات متفجرة منتشرة في مناطق واسعة من البلاد، زادت من تعقيد عمليات الإطفاء والإغاثة.
وتشهد سوريا في السنوات الأخيرة موجات حرّ شديدة وتراجعاً حاداً في معدلات الأمطار، نتيجة للتغير المناخي المرتبط بالنشاط البشري، مما أسهم في تكرار حرائق الغابات بشكل غير مسبوق.
وحذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في حزيران/يونيو الماضي من أن سوريا لم تشهد ظروفاً مناخية بهذا السوء منذ ستين عاماً، مشيرة إلى أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.