بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

تنظر إسرائيل بقلق إلى احتمال بيع الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية طائرات حربية من طراز F-35، مع اقتراب زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن منتصف هذا الشهر، إذ ترى تل أبيب في الخطوة “نهاية التفوق الجوي الإسرائيلي” في الشرق الأوسط، وفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

وكانت الرياض قد تقدّمت بطلب لشراء 48 طائرة مقاتلة من طراز F-35 في صفقة تُقدّر بمليارات الدولارات، ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطّلعة أنها أحرزت تقدمًا في ذلك بعد تجاوزها عقبة أساسية في البنتاغون.

تحول في الشرق الأوسط.. ولكن

وستشكّل الصفقة، في حال إتمامها، تحوّلًا جوهريًا في السياسة الأمريكية، إذ يُتوقّع أن تُعيد رسم ميزان القوى في منطقة أنهكتها الحروب، وقد تضع السعودية على قدم المساواة عسكريًا مع إسرائيل، بما يُنهي تفوّق الأخيرة الذي استمر لعقود. ومع ذلك، لا يُتوقع أن يُشكّل ذلك تهديدًا لأمن تل أبيب، خاصة في ظل التقارب السياسي المتزايد مع الرياض.

ففي الأسبوع الماضي، صرّح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين لصحيفة “معاريف” بأن هناك اتفاقًا مطروحًا مع السعودية يتضمّن إنشاء ممرّ طاقة مباشر بين البلدين، متجاوزًا المسار البري الذي يمرّ عبر إيران، والمسار البحري عبر قناة السويس.

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن الاتصالات بين السعودية وإسرائيل مستمرة بوتيرة بطيئة لكنها لم تتوقف رغم الحرب على غزة، مشيرةً إلى أن الرياض تسعى من خلال هذا التقارب إلى تحقيق أهداف “رؤية 2030” بالتعاون مع إسرائيل في مجالات التكنولوجيا والطاقة والأمن السيبراني.

كما نقلت الصحيفة أن السعودية قدّمت دعمًا ميدانيًا لإسرائيل خلال المواجهة مع إيران في يونيو الماضي، عبر إسقاط طائرات مسيّرة كانت تستهدفها.

القيود على المقاتلة

وتُعدّ طائرات F-35 من أكثر المقاتلات تطورًا في العالم، وقد اشترتها عشرات الدول الحليفة لواشنطن، غير أن البيت الأبيض يفرض قيودًا صارمة على بيعها. وفي الشرق الأوسط، تحتكرها إسرائيل بعدما حُرمت تركيا من الحصول عليها إثر شرائها منظومات دفاع روسية.

ورغم تقدم الرياض، أفادت مصادر لـ”رويترز” أن الصفقة ما زالت بحاجة إلى مزيد من الموافقات على مستوى مجلس الوزراء الأمريكي، وتوقيع ترامب، وإخطار الكونغرس. وأشار أحدهم إلى أن قسم السياسات في البنتاغون عمل على دراستها لأشهر، وأنها وصلت حاليًا إلى مستوى وزير الدفاع.

وتُعدّ السعودية أكبر مشترٍ للأسلحة الأمريكية، وقد سعت منذ سنوات لاقتناء هذه الطائرات في إطار خططها لتحديث سلاحها الجوي ومواجهة التهديدات الإقليمية، خصوصًا من إيران.

ويضم سلاح الجو السعودي حاليًا مزيجًا من المقاتلات، من بينها F-15 من شركة بوينغ، وتورنادو وتايفون الأوروبيتان.

تطبيع العلاقات مع إسرائيل

وكانت الرياض قد دخلت سابقًا في مفاوضات مع إدارة الرئيس جو بايدن للحصول على الطائرة، غير أن الأخير ربط الصفقة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

في المقابل، يبدو ترامب منفتحًا على التعاون العسكري مع المملكة، خاصة بعد استثمارها نحو 600 مليار دولار في السوق الأمريكية. ومع ذلك، تبقى مسألة التطبيع غير محسومة، إذ تصرّ السعودية على ربط انضمامها إلى اتفاقيات أبراهام بحل الدولتين.

وفي وقت سابق، شكّك ترامب في جدّية بن سلمان بشأن شروطه، وقال إنه يعتقد أن “السعودية ستنضم إلى الاتفاقيات في النهاية، بغض النظر عن خطابها الإعلامي.

ومنذ عودته إلى الحكم، جعل ترامب مبيعات الأسلحة إلى السعودية أولوية، ووافق في مايو الماضي على صفقة تسليح بقيمة نحو 142 مليار دولار، وصفها البيت الأبيض بأنها “أكبر اتفاقية تعاون دفاعي في تاريخ واشنطن”.

ومع ذلك، من المتوقع أن تواجه أي صفقة جديدة لبيع طائرات F-35 تدقيقًا من الكونغرس، خاصة في ظل استمرار الانتقادات على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، وما أثاره من اعتراضات واسعة على التعاون العسكري مع المملكة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version