بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

تشهد مدينة تدمر الأثرية حركة نهوض ملحوظة بعد سنوات طويلة من الدمار والمعاناة. المدينة التي كانت شاهدة على أحداث عظيمة عبر التاريخ، بدأت اليوم تخطو خطوات ثابتة نحو استعادة مجدها الذي اهتزّ بفعل الحرب ووحشية تنظيم “داعش” الذي عاث فيها تدميراً ونهباً لآثارها.

ويبدو اليوم المشهد مختلفاً تماماً في تدمر بعد سقوط نظام بشار الأسد. الطرق آمنة، الأسواق تعود للحياة رويداً رويداً، والعناصر الأمنية منتشرة بكثافة لضمان سلامة السكان والزوار. رغم أن جزءاً كبيراً من أهل المدينة غادرها بعد سيطرة “داعش” عليها عام 2015، فإن هناك حركة عودة تدريجية للأهالي.

وتشير الإحصائيات حسب مسؤولين في المدينة قالوا ليورونيوز أن ما يقارب 30 ألف نسمة قد عادوا إلى المدينة حتى الآن، مما يعكس إرادة قوية من الأهالي لاستعادة حياتهم الطبيعية.

الطريق إلى تدمر: خيام وبُيوت شعر تعكس روح الصحراء

ووفقاً للمسؤولين فإن ملامح الحياة الصحراوية التقليدية بدأت تعود من جديد فعلى طول الطريق المؤدي لتدمر بدأت تنتشر الخيم وبيوت الشعر على جوانب الطريق.

وأشاروا إلى أن هذا الامر يضيف طابعاً خاصاً للطبيعة الصحراوية ويمنح الزائرين فرصة لتجربة الضيافة البدوية المعروفة. وتسهم في تعزيز الجهود الرامية لإعادة تفعيل النشاط الاقتصادي والسياحي للمنطقة.

 ويؤكد المسؤولون في مدينة تدمر لـيورونيوز، أن رجال الأمن يتواجدون بشكل دائم على الطرق الرئيسية لحماية المسافرين والسكان المحليين، مما يعزز الشعور بالأمان لدى الجميع. 

تحديات الترميم وإزالة الألغام والتنقيب العشوائي

رغم الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى المدينة، لا تزال التحديات قائمة. المنطقة المحيطة بتدمر تعاني من وجود الألغام، التي زرعها تنظيم “داعش” قبل انسحابه. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها فرق متخصصة لإزالة الألغام، فإن المساحة الشاسعة تحتاج إلى المزيد من الوقت والموارد البشرية والمادية.

وإلى جانب الألغام، تواجه تدمر تحدياً آخر يتمثل في انتشار ظاهرة التنقيب العشوائي في المناطق النائية المحيطة بالمدينة. بعض الأفراد، مدفوعين بالحاجة الاقتصادية أو الجشع، يقومون بعمليات حفر غير قانونية بحثاً عن قطع أثرية يمكن بيعها في السوق السوداء. هذه الظاهرة تهدد بإلحاق أضرار جسيمة بالتراث الثقافي للمدينة، حيث يتم تخريب مواقع أثرية هامة دون أي اعتبار لقيمتها التاريخية.

المسؤولون في المنطقة أكدوا أنهم يلاحقون هذه المجموعات بشكل دائم، ويحاولون تعقب آثارهم ومنعهم من الاستمرار في هذه الأنشطة غير القانونية. ومع ذلك، فإن ضخامة المساحات الصحراوية وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق البعيدة يجعل مهمة مكافحة التنقيب العشوائي تحدياً معقداً يتطلب جهوداً إضافية وتعاوناً دولياً لتعزيز الرقابة والحماية. 

المتاحف والأثار… وجهة جديدة للسياحة

وفيما يخص المعالم الأثرية، أكد المسؤولون أن المتحف الوطني في تدمر يشهد أعمال ترميم بدعم منحة من سلطنة عمان، وأن افتتاحه سيكون قريباً.

وأشاروا إلى أن متحف التقاليد الشعبية مرمم بالكامل ومفتوح أمام الزوار، وأن منطقة الآثار جُهزت بأنظمة إنارة حديثة لجذب السياح. وذكر مسؤولون أنه تم تقديم أوراق من 52 بعثة أثرية دولية للحصول على تصاريح للتنقيب والترميم في المدينة، من بينها بعثة بولندية.

وحصلت يورونيوز على فيديو كان قد صور بعد سقوط نظام بشار الأسد من المتحف الوطني في تدمر، يوثّق مجموعة من التماثيل والمنحوتات المكتشفة في المدافن الأثرية بالمدينة، بينها تماثيل نسائية وقطع جنائزية متنوعة، أبرزها النُصب التذكارية نصفية الشكل التي تُجسّد ملامح المتوفين وملابسهم وحُليهم الثمينة بدقة فنية عالية.

ويوجد ضمن المتحق صورة رسمت لعالم الآثار السوري خالد الأسعد الذي قتل على يد تنظيم داعش الإرهابي خلال سيطرته على المدينة في 2015.

وعلى الصعيد المحلي، أفاد المسؤولون بأن تبرعات بلغت قيمتها 40 ألف دولار جُمعت لترميم المشفى الوطني، وأنه تم تجهيز ثلاثة فنادق تقليدية (ركن بدوي) لاستقبال الزوار، مع مشروع لافتتاح فندق ثالث قريباً.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version