بقلم: يورونيوز
نشرت في
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن جندياً إسرائيلياً انتحر مؤخراً بعد معاناته من آثار نفسية حادة ناجمة عن مشاركته المستمرة في العمليات العسكرية على قطاع غزة ولبنان، ليصبح الحالة الـ43 منذ بداية الحرب.
ونقل موقع “والا” الإسرائيلي عن عائلة الجندي أن ابنها كان يشتكي من رائحة الجثث والمشاهد المروعة التي شهدها خلال مشاركته في نقل جثث قتلى الجيش من جبهتي القتال.
وبحسب العائلة، فإن المعاناة النفسية للجندي بدأت فعلياً بعد مقتل صديقين له في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستمرت طوال فترة خدمته في المناطق الساخنة.
ومنعت السلطات العسكرية حتى الآن تنظيم مراسم دفن عسكرية للجندي المنتحر، في خطوة تعكس سياسة سرية متّبعة مع عدد من حالات الانتحار داخل صفوف الجيش.
من جهتها، ذكرت صحيفة “هآرتس” أن عدد الجنود الذين انتحروا منذ بداية الحرب على قطاع غزة وحتى نهاية عام 2024 بلغ 35 حالة، فيما تم تسجيل 7 حالات جديدة منذ مطلع العام الجاري، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 43 حالة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يعلن رسمياً عن الأرقام الجديدة، لكنها أكدت استمرار تصاعد الظاهرة نتيجة الضغوط النفسية المتراكمة الناتجة عن الحرب الطويلة.
كما أفادت الصحيفة نقلاً عن مصادر عسكرية أن العديد من الجنود المنتحرين دُفنوا دون مراسم عسكرية أو إعلان رسمي، في ظل غياب بيانات واضحة من قبل المؤسسة العسكرية حول هذه الحالات.
على الصعيد نفسه، كشف تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نقلاً عن مكتب إعادة الإدماج التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن نحو 5200 جندي إسرائيلي (أي ما نسبته 43% من الجرحى) الذين يتم استقبالهم في مراكز إعادة التأهيل يعانون من “إجهاد ما بعد الصدمة”.
وتوقعت التقديرات أن يصل عدد من يحتاجون العلاج النفسي بحلول عام 2030 إلى نحو 100 ألف شخص، نصفهم على الأقل يعاني اضطراب ما بعد الصدمة.
وأشار ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي إلى أن نحو 15% من الجنود النظاميين الذين غادروا قطاع غزة بعد المشاركة في العمليات العسكرية لم يعودوا قادرين على العودة إلى القتال بسبب الآثار النفسية السلبية.
وأضاف أن آلاف الجنود يلجؤون إلى العيادات النفسية الخاصة التي أنشأها الجيش، وأن ثلث المعاقين المعترف بهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.
في المقابل، كشفت المصادر نفسها أن الجيش يتجاهل في كثير من الأحيان الحالة النفسية للجنود المصابين بهذا النوع من الأمراض، ويواصل تجنيدهم ضمن صفوف الاحتياط، وذلك بسبب نقص الكوادر البشرية في ظل استمرار المعارك. ولفت قائد عسكري إلى أن نحو 9 آلاف جندي يتلقون العلاج النفسي منذ بداية الحرب، مشيراً إلى أن الجيش مضطر لتجنيد أفراد ليسوا في حالة نفسية مستقرة “كي لا يبقى الجيش دون جنود”.
ويُظهر هذا التطور تصاعداً خطيراً في الأعباء النفسية التي يتحملها الجنود الإسرائيليون، سواء من النظاميين أو الاحتياط، وسط تزايد الدلائل على وجود أزمة صحية نفسية غير مسبوقة داخل صفوف الجيش.