بقلم: يورونيوز

نشرت في

اعلان

في مشهد رياضي طغى عليه الجدل، تصدّرت العداءة العابرة جنسيًا، إيه. بي. هيرنانديز، بطولة كاليفورنيا المدرسية لألعاب القوى يوم السبت، بعدما حصدت الميدالية الذهبية في منافستي الوثب العالي والوثب الثلاثي للفتيات، في ظل قواعد جديدة أقرتها الهيئة الناظمة للرياضة المدرسية في الولاية.

هيرنانديز شاركت بموجب تعديل تنظيمي هو الأول من نوعه على المستوى الوطني، يسمح بمشاركة العابرين جنسيًا في فرق تتماشى مع هويتهم الجندرية.

في مسابقة الوثب العالي، سجّلت هيرنانديز ارتفاعًا بلغ 1.70 متر (5 أقدام و7 إنشات) دون أي محاولات فاشلة. وقد تقاسمت المركز الأول مع كلّ من جيلين ويتلاند وليلاني لاريول، اللتين سجلتا نفس الارتفاع بعد محاولة واحدة فاشلة لكل منهما. اعتلت الفتيات الثلاث المنصة سويًا وسط ابتسامات متبادلة.

وأنهت هيرنانديز يومها بفوز ثانٍ في منافسات الوثب الثلاثي، متقاسمة المركز الأول مع كيرا غانت هاتشر التي جاءت خلفها بفارق طفيف يزيد قليلًا عن نصف متر. وكانت هيرنانديز قد حلّت في وقت سابق بالمركز الثاني في مسابقة الوثب الطويل.

بطولة هذا العام شهدت تسجيل أرقام لافتة، لكنها لم تصل إلى الأرقام القياسية السابقة التي حققتها الأولمبيتان ماريون جونز وتارا ديفيس-وودهول في الوثب الطويل، واللتان تجاوزتا 6.7 متر في نسختي 1993 و2017 على التوالي.

جاء فوز هيرنانديز بعد أيام من إعلان اتحاد المدارس الثانوية في كاليفورنيا عن تعديل في سياسة المشاركة، يُتيح لطالبة إضافية المشاركة في المنافسات التي تأهلت إليها هيرنانديز، وهو ما عُدّ محاولة لإيجاد توازن في ظل تصاعد الجدل الوطني حول مشاركة العابرات جنسيًا في رياضات الفتيات.

رغم درجات الحرارة المرتفعة التي لامست الأربعين مئوية، خيّم الهدوء على أجواء البطولة التي أُقيمت في مدرسة قرب مدينة فريسنو. لكن خلف هذا الهدوء، كان الغضب حاضرًا؛ إذ ارتدى بعض المنتقدين قمصانًا وأساور كتب عليها “أنقذوا رياضة الفتيات”، فيما حلّقت طائرة فوق الملعب تحمل لافتة كتب عليها: “لا للأولاد في رياضة الفتيات!”، وهي مبادرة تبنّتها مجموعات مناهضة لمشاركة العابرين في منافسات النساء.

الجدل اتخذ بُعدًا سياسيًا، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقطع التمويل الفيدرالي عن كاليفورنيا إذا لم تُمنع مشاركة الفتيات العابرات جنسيًا في فرق الفتيات. في المقابل، قالت وزارة العدل الأميركية إنها ستفتح تحقيقًا في ما إذا كانت سياسة الاتحاد تنتهك قوانين التمييز الجنسي الفيدرالية.

بموجب قانون كاليفورنيا، يُسمح للطلاب العابرين بالمشاركة في الفرق الرياضية بحسب هويتهم الجندرية. إلا أن القرار الجديد فتح باب الانتقادات أيضًا، حيث اعتبره بعض الخبراء تمييزيًا، لأنه خصّص أماكن إضافية لما يُعرف بـ”الإناث البيولوجيات” دون توفير معاملة مماثلة للرياضيين العابرين.

الاتحاد لم يُوضح حتى الآن تعريفه لـ”الأنثى البيولوجية” أو آلية التحقق من ذلك.

وفي تعليقها على الجدل، قالت صوفيا لوري، مديرة العلاقات في مجلس العائلات في كاليفورنيا: “هذا القرار لا يحل المشكلة، بل يزيدها تعقيدًا. هو اعتراف ضمني بأن ما يحصل غير عادل، ومع ذلك يُسمح باستمراره.”

أما هيرنانديز، فأعربت في تصريح سابق لموقع كابيتال أند ماين عن عدم اكتراثها بالانتقادات، قائلة: “أنا لا أزال طفلة. إذا كنت شخصًا بالغًا وتتصرف بهذه الطريقة، فهذا يقول الكثير عنك”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version