بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

بينما تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، في انتهاك فاضح للسيادة الوطنية، يبقى جنوب البلاد، تحديدًا في القنيطرة ودرعا، يرزح تحت وطأة هذه الاقتحامات. ففي الوقت الذي اعتقلت فيه القوات الإسرائيلية سبعة شبان من بلدة بيت جن، بعد عملية توغل ليلية مصحوبة بإطلاق نار أدى إلى مقتل شاب وإصابة آخرين، لم تشهد البلاد أي رد فعل شعبي أو رسمي يُذكر.

مظاهرة محدودة في بيت جن

خرجت مظاهرة صغيرة في بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، تطالب بالإفراج عن الشبان السبعة الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في عملية عسكرية ليلية. لكن ما يلفت النظر هو انعدام الحضور السوري الواسع، حيث انتقد بعض السكان صمت المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الإنسان، وحتى الشخصيات العامة تنديداً بما يجري.

وعلق أحد أبناء البلدة، رافضاً الكشف عن هويته، قائلاً لـ”يورونيوز”: “أنا مصدوم من عدم تضامن السوريين مع ما يجري من توغلات يومية واعتقالات لأهالي القنيطرة. يبدو أن السوريين نسوا القنيطرة، ومشغولون فقط بقتل بعضهم البعض”.

أما سيدة من بلدة سعسع المجاورة، فقد أعربت عن استيائها الشديد من حالة التخاذل غير المسبوقة: “كل يوم يجري تجريف لأراضي القرى القريبة من الجولان المحتل، ولم أشهد هكذا تخاذل من قبل أبناء الوطن. لا كلمة، ولا موقف، ولا حتى تعزية”.

قوات إسرائيلية تتوغل.. والردود غائبة

لم تقف الاعتداءات عند حدود عملية الاعتقال فحسب، بل سبقتها ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مزرعة بيت جن، تحت ذريعة استهداف قيادي في حركة “حماس”. لكن وجهاء المنطقة نفوا هذه الرواية بشكل قاطع، مؤكدين أن الضحية الحقيقي هو الشاب أنس عبود، وهو مقاتل سابق في أحد الفصائل السورية، قتل متأثراً بجروح خطيرة إثر استهداف سيارته بطائرات مُسيّرة.

وقال أحد وجهاء المنطقة، إن الصاروخ أصاب السيارة بينما كان عبود برفقة قريب له على الطريق الرئيسية، مما أدّى إلى تدمير المركبة بالكامل.

هل فقد السوريون بوصلة المواجهة؟

وسط دمار الحرب الداخلية، وتراكم سنوات النزاع الأهلي، تراجع الاهتمام بما يجري في الإقليم. فالخلافات السياسية، والانقسامات الطائفية، وغياب الرؤية الوطنية الموحّدة، حوّلت الاهتمام بعيداً عن قضية كانت ذات يوم في قلب الوعي الجمعي: القضية الفلسطينية، ومقاومة التدخلات الخارجية.

ويتساءل كثيرون اليوم: هل أصبح الجنوب السوري، وبخاصة القنيطرة ودرعا، مجرد منطقة نفوذ وساحة للصراعات الإقليمية والدولية؟ وهل باتت اعتقالات القوات الإسرائيلية، وقصفها المتكرر، أمراً طبيعياً يُستهلك إعلامياً ثم يُدفن بين سطور الإهمال والتقصير؟

نداء الأرض

بينما تستمر الاعتداءات الإسرائيلية في جنوب سوريا، يعيش أهالي محافظة القنيطرة حالة من الألم واليأس، نتيجة الغياب الكلي للتضامن الشعبي معهم، سواء على المستوى الداخلي أو الرسمي. فكل يوم يمر، يفقد فيه سكان المنطقة بيتاً، ويُعتقل فيه شاب، دون أن يجدوا من يرفع صوتهم أو يحمل قضيتهم.

“نحن لسنا خارج الوطن لنُنسى”، بهذه الكلمات بدأ أحد وجهاء القنيطرة حديثه لـ”يورونيوز”: “نعيش على بعد كيلومترات من خط الهدنة، ونشهد عمليات توغل، واعتقالات، وقصفاً متكرراً، لكن لا أحد يسمع لنا نداء، ولا يحرك ساكناً”.

وأكدت مواطنة من بلدة الحميدية أن كل عائلة في القنيطرة فقدت أحد أبنائها، سواء قتيلاً أو معتقلاً أو مشرداً: “الناس هنا لم تترك أرضها رغم الظروف، لكن هل يعقل أن نكون آخر اهتمامات السوريين؟ نحن جزء من هذا الوطن، فلماذا تركتنا القيادات والفعاليات والنخب السياسية والدينية والثقافية؟”

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version