في تطور لافت يثير الجدل والتساؤلات، نشر إيتان مور، الرهينة الإسرائيلي الذي أطلق سراحه مؤخرًا من قبضة حركة حماس، صورة له وهو يستهدف صورة ليحيى السنوار، القائد السابق للحركة، في لعبة للرماية. هذا الفعل، الذي أتى بعد فترة قصيرة من زيارته للبيت الأبيض ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعكس عمق الصدمة النفسية التي عاشها الرهائن السابقون، ويفتح باب النقاش حول كيفية التعامل مع رموز حماس بعد انتهاء الصراع. هذه القصة تبرز الرهائن الإسرائيليين وصراعهم مع تبعات الأسر، وتسلط الضوء على المشاعر الجياشة التي تسيطر على المجتمع الإسرائيلي.
إطلاق سراح الرهائن وتداعياته النفسية
بعد أسابيع من القلق والترقب، بدأت إسرائيل تستعيد رهائنها من غزة، وبلغ عدد الذين تم إطلاق سراحهم 26 من أصل 28 جثة، مع استمرار البحث عن الجثتين الأخريين، إحداهما لتايلاندي. عاد هؤلاء الرهائن إلى وطنهم حاملين معهم قصصًا مؤلمة عن الأسر والمعاناة.
إيتان مور، أحد الذين تم إطلاق سراحهم في 13 أكتوبر الماضي بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، كان من بين الرهائن الذين اختطفتهم حماس خلال مهرجان نوفا الموسيقي في 7 أكتوبر. الصورة التي نشرها مورسرددًا على نطاق واسع، وحظيت بتأييد العديد من الرهائن الآخرين المحررين، مثل بار كوبرشتاين، غاي جلبوع-دلال، إيفياتار دافيد، وماتان أنغريست، مما يشير إلى مشاعر مماثلة من الغضب والرغبة في الانتقام لدى الكثيرين منهم.
الصورة ليست مجرد فعل فردي، بل هي تعبير عن حالة نفسية جماعية يعيشها الرهائن السابقون وعائلاتهم، وحالة تركيز على عملية إطلاق الرهائن وما بعدها.
زيارة البيت الأبيض وتصريحات ترامب
لم تقتصر عودة الرهائن على إسرائيل فحسب. فقد زار العديد منهم البيت الأبيض مؤخرًا، والتقوا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وخلال هذه الزيارة، نشر إيتان مور صورة له وهو يدخن سيجارًا خارج المكتب البيضاوي، مما أثار بعض الجدل.
تصريحات الرئيس ترامب الداعمة لإسرائيل وتأييده لعملية إطلاق الرهائن والضغط على حماس، عززت من هذه الزيارة الرمزية وأهميتها.
مصير جثث قادة حماس والجدل الدائر
تزامنت قضية الرهائن مع تطورات على صعيد مصير قادة حماس. أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تحديد خبراء الطب الشرعي لرفات الرهينة درور أور، الذي كان من بين الذين قتلوا خلال الهجوم.
فيما يتعلق بيحيى السنوار، الذي تعتبره إسرائيل مهندس هجوم 7 أكتوبر، فقد قُتل في 16 أكتوبر 2024 خلال معارك برية في حي تل السلطان برفح، حسب المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية. وقد أكد كل من القوات الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي “شين بيت” مشاركته في القتال ومقتله.
مقتل شقيقه، محمد السنوار، في غارة جوية إسرائيلية في خان يونس في مايو الماضي، زاد من تعقيد المشهد. ومع ذلك، لا يزال مصير جثة يحيى السنوار موضع جدل حاد في إسرائيل.
مقترحات متطرفة بشأن جثة السنوار
رفضت إسرائيل بشكل قاطع تسليم جثة السنوار للفصائل الفلسطينية كجزء من أي صفقة تبادل. وقد أثارت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريجيف جدلاً واسعًا باقتراحها حرق جثة السنوار، قائلة: “أعتقد أنه ينبغي علينا أن نفعل بالضبط ما فعله الأمريكيون مع أسامة بن لادن.”
يشير هذا الاقتراح إلى عمق الغضب الإسرائيلي والرغبة في إلحاق أقصى قدر من الإذلال بقادة حماس. يتماشى هذا مع إسرائيل وتوجهاتها تجاه قيادة حماس ورفضها للتفاوض على مستقبل جثثهم.
البحث المستمر عن المفقودين والآفاق المستقبلية
على الرغم من التقدم الكبير في عملية إطلاق الرهائن، إلا أن البحث عن جثتي المفقودين الآخرين، بما في ذلك جثة تايلاندي، لا يزال مستمرًا. هذا يضيف بعدًا إنسانيًا للقضية، ويؤكد على التزام إسرائيل بإعادة جميع المفقودين إلى وطنهم.
في الختام، تعكس قصة إيتان مور وصورته المثيرة للجدل عمق المعاناة النفسية التي عاشها الرهائن الإسرائيليين، وتكشف عن المشاعر الجياشة التي تسيطر على المجتمع الإسرائيلي تجاه حماس. بالإضافة إلى ذلك، يسلط هذا الحدث الضوء على التعقيدات السياسية والإنسانية المرتبطة بمصير قادة حماس والجهود المبذولة لإعادة جميع المفقودين. من الضروري متابعة التطورات في هذا الصدد، وفهم السياق الكامل للأحداث، لتقييم الآفاق المستقبلية للسلام والاستقرار في المنطقة. نشجع القراء على مشاركة أفكارهم وتعليقاتهم حول هذا الموضوع المهم.


