بقلم: يورونيوز
نشرت في
أثار فوز الأمريكي من أصل أوغندي – هندي زهران ممداني، برئاسة بلدية نيويورك، موجة واسعة من الجدل داخل إسرائيل، بين من عبّر عن قلقه من مواقفه المؤيدة للفلسطينيين، ومن رأى في صعوده تحولًا سياسيًا طبيعيًا في المزاج الأمريكي.
ورأى أحد ساكني القدس عميرام بلي أن انتخاب ممداني “أمر جيد ومهم”، مضيفًا: “أن يتولى شخص غير صهيوني هذا المنصب البارز في نيويورك يفتح الباب أمام عالم جديد يكشف الوجه الحقيقي للصهيونية التي قامت على الدماء في أرض إسرائيل.”
لكنّ أصواتًا أخرى عبّرت عن مخاوف متزايدة من أن تكون هذه النتيجة “نذير تراجع في مكانة إسرائيل داخل المجتمع الأمريكي”. تقول آمي روتنبرغ، من سكان القدس:” لا أظن أن فوزه سيكون جيدًا لليهود أو للإسرائيليين هناك.. تصريحاته عن إسرائيل مثيرة للقلق، لكني آمل أن أكون مخطئة.”
ووصفت حنا ييغر النتيجة بأنها “سيئة جدًا لإسرائيل ولليهود وللجميع”، معتبرة أن “اليهود في أمريكا هم من أوصلوه إلى هذا المنصب”.
ترامب يهاجم وممداني يردّ
تحوّل فوز ممداني إلى محور سجال سياسي حاد في الولايات المتحدة، بعدما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “انتصار لمعاداة السامية”.
وقال الرئيس الأمريكي: “لقد فقدنا شيئًا من السيادة الليلة الماضية في نيويورك، لكننا سنعالج الأمر.. على الولايات المتحدة أن تختار بين الشيوعية والمنطق السليم”.
كما هاجم ممداني على منصته “تروث سوشيال”، متهمًا إياه بأنه ” معادٍ لليهود”، ومهددًا بقطع التمويل الفدرالي عن نيويورك “إن استمر اليسار في السيطرة عليها”.
كما وقال ترامب إن على ممداني “السعي إلى بناء علاقة جديدة مع واشنطن”، داعيًا إياه إلى اعتماد “لغة هادئة” بدل الخطاب الحاد تجاهه.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، أوضح أنّه مستعد للتحدث مع ممداني، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنّ نجاحه “مرتبط باحترام العلاقة مع الحكومة الفدرالية”، لافتًا إلى أن نيويورك تعتمد على دعم مالي من واشنطن “وينبغي أخذ ذلك في الاعتبار”.
من جهته، أعرب ممداني، الذي حصد أكثر من 50% من الأصوات، متفوقًا على الحاكم السابق أندرو كومو ، عن استعداده للحوار مع أبرز معارضيه، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن أزمة كلفة المعيشة التي شكلت محور حملته الانتخابية.
وخلال مؤتمر صحفي قال مازحًا: “لم أتلقَّ بعد اتصالًا من البيت الأبيض لتهنئتي”، قبل أن يضيف: “ما زلت مهتمًا بإجراء محادثة مع الرئيس ترامب حول سبل التعاون لخدمة سكان نيويورك، وتنفيذ الوعود الانتخابية التي قطعناها، وفي مقدمتها مواجهة أزمة المعيشة”.
ووضع ممداني قضية التضخم وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في صدارة أولوياته، وهي القضايا التي مكّنته من التفوق على الحاكم السابق أندرو كومو في الانتخابات الأخيرة. وأوضح قائلاً: “المسألة لا تتعلق فقط بتشخيص معاناة الطبقة العاملة الأمريكية، بل بتقديم حلول حقيقية لمعالجة تلك الأزمة”.
وكان قد وجّه في وقت سابق انتقادات لاذعة إلى ترامب بسبب إخفاقه، وفق تعبيره، في الوفاء بوعوده الانتخابية المتعلقة بمكافحة غلاء المعيشة، وقراراته التي شملت تعليق المساعدات الغذائية في ظل الإغلاق الحكومي.
وبعد فوزه، جدّد ممداني التزامه ببرنامجه الاجتماعي، متعهدًا بجعل وسائل النقل العام في نيويورك مجانية، وضبط الإيجارات، وتوفير التعليم ما قبل المدرسي دون مقابل. وقال: “ما يخشاه الجمهوريون في جميع أنحاء البلاد هو أننا سننفذ بالفعل هذه الأجندة الاجتماعية الطموحة”.
كما كشف عن فريقه الانتقالي المؤلف من خمس نساء، .ومن بينهن لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفدرالية في عهد جو بايدن، وماريا توريس-سبيرنغر التي تنحّت من منصب نائبة رئيس البلدية المنتهية ولايته إريك آدامز لقربه من ترامب.
هجوم من تل أبيب على ممداني
في إسرائيل، انهالت تصريحات المسؤولين اليمينيين ضد العمدة المنتخب.
وقال عميحاي شيكلي، وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية: “المدينة التي كانت رمزًا للحرية العالمية سلّمت مفاتيحها لمؤيد لحماس.”
ودعا شيكلي الجالية اليهودية في نيويورك إلى الهجرة نحو إسرائيل، قائلاً إن “نيويورك تسير نحو الهاوية التي غرقت فيها لندن.”
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فاتهم ممداني بأنه “عدو لإسرائيل ومعادٍ صريح للسامية”.


