نشرت في
•آخر تحديث
اعلان
شدد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش على التزام بلاده بالحوار مع المتظاهرين، رغم استمرار الاحتجاجات منذ تسعة أشهر في مختلف أنحاء البلاد. وأوضح أن الحكومة لا تزال منفتحة على النقاش العلني والسلمي كحل للأزمة.
دعوة مستمرة للحوار المفتوح
وفي حديثه مع “يورونيوز” كرّر فوتشيتش أنه عرض على المحتجين عدة مرات الجلوس لإجراء حوار مفتوح: “لم تكن هذه مكالمتي الأولى، بل كانت دعوتي الخامسة أو السادسة للحوار. عرضت عليهم حتى حواراً تلفزيونياً. كنت مستعداً لمناقشة الأمور علناً، لأن الحوار هو السبيل الوحيد”.
وأضاف أن عرضه سيبقى قائماً: “سيظل غصن الزيتون ممدوداً إلى أن يقبلوا بالحديث معي، لأنهم سيضطرون في النهاية للتواصل مع شخص ما”.
الاحتجاجات وأسبابها
بدأت الاحتجاجات بعد حادث انهيار مظلة محطة قطار في نوفي ساد في نوفمبر 2024، الذي أودى بحياة 16 شخصاً.
كانت المظاهرات سلمية في البداية، بقيادة طلاب الجامعات، لكنها شهدت تصعيداً في العنف خلال الأسابيع الأخيرة، شمل تدمير مكاتب حزب “SNS” الحاكم في نوفي ساد وفالييفو، وإصابة واعتقال العشرات من الشرطة.
وعلق فوتشيتش: “أي نوع من العنف الذي رأيناه في الشوارع ليس جيداً للبلاد. هذه ليست صورة مناسبة لجذب الاستثمارات أو السياحة، ولا تعكس أمان صربيا أمام العالم”.
موقف الحكومة والشرطة
على الرغم من الانتقادات المتعلقة باستخدام القوة، أشاد الرئيس بسلوك الشرطة الصربية: “رد فعل الشرطة الصربية لا يقارن تقريباً برد فعل الشرطة الأوروبية الأخرى في الاتحاد الأوروبي. أنا فخور جداً بصبرهم، ومع مستوى عدوانية المتظاهرين، حافظنا على الوضع دون وقوع إصابات أو قتلى خلال تسعة أشهر”.
الفساد ومطالب المحتجين
اعتبر فوتشيتش في حديثه مع “يورونيوز” أن الفساد أصبح أداة سهلة للتعبير عن المظالم، لكنه أكد ضرورة محاربته بشكل أقوى: “بلا شك، هناك فساد في كل مكان حول العالم، وهذا هو الموضوع الأسهل للاختيار. لكننا بحاجة لمحاربته بشكل أكثر صرامة، وأنا ملتزم تماماً بقيادة هذه المعركة”.
كما أشار إلى أن عروضه بإجراء انتخابات مبكرة أو استفتاء على رئاسته تم رفضها من قبل المحتجين، رغم محاولة تلبية معظم مطالبهم: “أردنا تلبية جميع طلباتهم، لكنهم رفضوا كل عروضنا واعتبروها خيانة.”
استقرار القيادة والسياسة الدستورية
ونفى الرئيس أي نية لتعديل الدستور للبقاء في المنصب لفترة ثالثة، مؤكداً: “سيكون هناك رئيس جديد وقيادة جديدة. لن أغير الدستور للعب بهذه الألاعيب. سأبقى رئيساً لمدة عام أو عام ونصف فقط”.
كما استقال رئيس الوزراء ميلوش فوتشيفيتش في يناير/كانون الثاني، وتم استبدال عمدة نوفي ساد السابق بـ”دورو ماكوت” في أبريل.
مسار صربيا الأوروبي والتزام الإصلاحات
أكد فوتشيتش لـ “يورونيوز” أن صربيا ستظل ثابتة على مسار الاتحاد الأوروبي: “حتى مغادرتي للمنصب، ستظل صربيا ملتزمة ومكرسة لمسار الاتحاد الأوروبي، مع تنفيذ الإصلاحات اللازمة لضمان التقدم”.
وأشار إلى أن “الانضمام الأوروبي هو أولوية استراتيجية لبلاده، مع الحفاظ على استقرار سياسي داخلي وجاذبية اقتصادية للسياح والمستثمرين”.
العلاقات الدولية واستضافة محادثات السلام
حول العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال فوتشيتش إنها ودية: “بوتين منفتح على إنهاء الحرب الشاملة في أوكرانيا عبر اتفاق سلام، وإذا رغب الطرفان، يمكننا استضافة محادثات سلام في بلغراد. صربيا تستطيع توفير مكان آمن وضيافة ممتازة لكليهما”.
وأكد استعداد بلاده للعب دور الوسيط في القضايا الإقليمية والدولية، مع الحفاظ على سيادتها ومصالحها الاستراتيجية.