يشهد لبنان والمنطقة تصاعدًا ملحوظًا في التوترات، مع تركيز دولي وإقليمي على ملف حزب الله وسلاحه. تتزايد المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع، خاصةً مع تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها مصر ودول أخرى. هذا المقال يتناول آخر التطورات في هذا الملف الشائك، والضغوط الممارسة على لبنان، والمساعي الدبلوماسية الجارية.

تصعيد إسرائيلي ومهلة لأنقاذ الوضع في لبنان

أدلى وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتصريحات قوية، مؤكدًا أن حكومة بنيامين نتنياهو لا تتوقع أن يتخلى حزب الله عن ترسانته العسكرية طواعيةً. ووفقًا للقناة 7 الإسرائيلية، منح واشنطن الحكومة اللبنانية مهلة حتى نهاية العام الجاري لإنجاز هذه المهمة، مهددًا بتصعيد عسكري إسرائيلي في حال عدم تحقيق ذلك. هذا التهديد يضع لبنان في موقف حرج، حيث يواجه ضغوطًا داخلية وخارجية لفرض سيطرتها على الأراضي التي يسيطر عليها الحزب ونزع سلاحه.

موقف إسرائيل المتصلب من سلاح الحزب

تعتبر إسرائيل حزب الله تهديدًا وجوديًا، وتتهمه بتهديد أمنها من خلال امتلاكه لآلاف الصواريخ وقدراته العسكرية المتزايدة. وتشير تقارير إسرائيلية، مثل تلك التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أن تل أبيب قررت تصعيد الضربات ضد أهداف مرتبطة بالحزب، وذلك ردًا على ما تعتبره “تقاعسًا من الجيش اللبناني والحكومة” في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وتستعد القوات الإسرائيلية لاحتمال اندلاع قتال قد يستمر لعدة أيام.

جهود مصرية دبلوماسية لمنع التصعيد

في المقابل، تبذل مصر جهودًا مكثفة لمنع تفاقم الأوضاع في لبنان. قام وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، بزيارة إلى بيروت، الأربعاء، وأكد أن بلاده تعمل جاهدة على تجنب أي تصعيد. وأعرب عن قلقه العميق من أي احتمالات تصعيد، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار لبنان.

وساطة مصرية محتملة بين لبنان وإسرائيل

تشير مصادر إخبارية لبنانية إلى أن زيارة عبد العاطي تتركز على إيجاد أرضية مناسبة لتدخل مصر كوسيط بين لبنان وإسرائيل في ملف المفاوضات. وقد حصل الوزير المصري على “غطاء إيراني” لمهمته، بهدف استمالة حزب الله للمشاركة في هذه المفاوضات. يذكر أن رئيس المخابرات المصرية، حسن رشاد، قد زار بيروت الشهر الماضي، ولكن لم يحصل على تجاوب إيجابي من الحزب.

تواصل مصري مع الأطراف الإقليمية والدولية

سبقت تحركات وزير الخارجية المصري، سلسلة من الاتصالات مع كل من فرنسا والسعودية وقطر وإيران. وقد شجعه التواصل مع إيران بشكل خاص على استئناف مبادرته للوساطة. هذه الاتصالات تأتي في إطار المساعي المصرية لتهدئة التوترات وتجنب نشوب صراع واسع النطاق في المنطقة. وتدرك مصر الأهمية الاستراتيجية للبنان ودوره في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

رفض حزب الله للمفاوضات المباشرة ونزع السلاح

على الرغم من الجهود الدبلوماسية، يظل موقف حزب الله ثابتًا، حيث يرفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات مباشرةً مع إسرائيل، ويصر على الحفاظ على سلاحه. ويعتبر الحزب أن سلاحه هو جزء أساسي من استراتيجية الردع تجاه إسرائيل، وأنه يضمن حماية لبنان من أي اعتداء إسرائيلي محتمل. كما لوّح الحزب بوضع حدٍّ للدولة العبرية في حالة استمرار الضغوط المتصاعدة.

الوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان كعامل معقد

تجدر الإشارة إلى أن الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب الذي يمر به لبنان يزيد من تعقيد هذا الملف. فالانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد، والضعف السياسي للمؤسسات الحكومية، يجعل من الصعب على لبنان تنفيذ أي خطوات عملية نحو نزع سلاح حزب الله. وتواجه الحكومة اللبنانية تحديات كبيرة في الحفاظ على السلم الأهلي، والتعامل مع الضغوط الخارجية المتزايدة.

في الختام، يمثل ملف حزب الله وسلاحه تحديًا معقدًا للبنان والمنطقة. يتطلب حل هذا الملف تعاونًا دوليًا وإقليميًا، وجهودًا دبلوماسية مكثفة، وإيجاد حلول سياسية واقتصادية مستدامة. من الضروري تجنب أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، والتركيز على الحوار والتفاوض كسبيل وحيد لتحقيق السلام والاستقرار. نحث القراء على متابعة التطورات المتعلقة بهذا الملف، والمشاركة في النقاش حول أفضل السبل لمعالجة هذا التحدي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version