بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

ومثُل أندرو جيمس ماجان أمام المحكمة للمرة الأولى يوم الجمعة بعد أن اعترف بطعن زوجين حتى الموت في حديقة “ديفلز دين” بولاية أركنساس الأميركية، بينما كانا في نزهة مع اثنتين من بناتهما.

وقد وُجّهت إلى ماجان تهمتان بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى، بحق كلينتون ديفيد برينك (43 عامًا) وزوجته كريستن أماندا برينك (41 عامًا)، في جريمة هزّت المجتمع الأميركي بسبب وحشيتها وعشوائيتها. القاضي أمر باحتجاز ماجان دون كفالة في مركز احتجاز واشنطن كاونتي، وعين له محامي دفاع عام، مع تحديد موعد الجلسة المقبلة في 25 أغسطس.

ورغم مرور أيام على الجريمة، لا تزال الشرطة تبحث عن الدافع، إذ وصف العقيد مايك هاغر من شرطة ولاية أركنساس الجريمة بأنها من “أبشع ما واجهه” طوال 27 عامًا من الخدمة، خصوصًا بالنظر إلى عشوائيتها المروعة.

جريمة القتل وقعت في حديقة “ديفلز دين” التي تمتد على مساحة 2500 فدان (1000 هكتار)، وتقع على بُعد نحو 220 كيلومترًا شمال غرب ليتل روك. ومنذ وقوع الجريمة يوم السبت، تم إغلاق المسارات أمام الجمهور.

وبحسب الشرطة، فإن الزوج كان أول من تعرض للطعن، على بُعد نحو 800 متر داخل الحديقة. أما الزوجة، فبادرت بإنقاذ طفلتيها وإبعادهما عن المكان، ثم عادت لمساعدة زوجها، لكنها قُتلت هي الأخرى بطريقة وحشية.

ورغم عدم تأكيد السلطات ما إذا كانت الطفلتان، البالغتان من العمر 7 و9 سنوات، قد شهدتا الجريمة كاملة، إلا أنه تم التأكيد على أنهما لم تصابا بأذى، وهما الآن في رعاية أقاربهما.

وألقت الشرطة القبض على ماجان يوم الأربعاء في أحد محال الحلاقة بمدينة سبرينغديل، التي تقع على بُعد نحو 50 كيلومترًا شمال الحديقة، وذلك بعد عملية بحث استمرت خمسة أيام، وشارك فيها مئات البلاغات من مواطنين.

اللافت أن ماجان لم يكن على صلة بالضحيتين، وقد أبدى تعاونًا مع الشرطة أثناء الاعتقال، معترفًا بالجريمة فورًا، بحسب ما ذكرت العقيد ستايسي رودز، رئيسة قسم التحقيقات الجنائية. كما أظهرت الفحوصات تطابق حمضه النووي مع بقع دم وُجدت في مكان الجريمة.

ولم تكتفِ الشرطة بالبحث الميداني، بل قامت بجمع صور ومقاطع فيديو من زوار الحديقة، كما أصدرت رسماً تشبيهياً وصورة من الخلف لما يُعتقد أنه المشتبه به. وباستخدام تسجيلات كاميرات المراقبة من المنازل والمتاجر القريبة، استطاعت تحديد سيارة مشتبه بها كانت تحمل لوحة أرقام مخفية جزئيًا بالشريط اللاصق. وخلال أقل من ساعة من تحديد هوية ماجان، تمكنت الشرطة من اعتقاله.

وقد أكّد المدعي العام أن هيئة المحلفين ستُمنح خيار إصدار حكم بالإعدام ضد المتهم في حال إدانته.

من التعليم إلى القتل: سجل مهني دون مخالفات

المتهم كان يحمل رخص تدريس سارية المفعول في ولايات أركنساس وتكساس وأوكلاهوما، دون وجود أي مخالفات أو عقوبات مسجلة ضده. لكن رغم ذلك، كشفت التقارير أنه تم وضعه تحت الإجازة الإدارية في ربيع 2023 أثناء عمله في مدرسة ابتدائية بولاية تكساس، على خلفية “ملاحظات تتعلق بإدارته للفصل الدراسي، والحُكم المهني، والمحاباة بين الطلاب”.

وأفادت إحدى الأمهات، وتُدعى سييرا ماركوم، بأن نجلها كان في صف ماجان، واصفة إياه بـ”البارد وغير المهتم بالتلاميذ”، مضيفة أن سلوكياته دفعت ابنها للعودة إلى المنزل وهو غاضب، ما دفعها لتقديم شكوى إلى إدارة المدرسة.

وقدّم ماجان استقالته في مايو/أيار 2023، وفقًا لبيان صادر عن إدارة المدرسة. وبعدها، عمل في منطقة تعليمية صغيرة قرب مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، لكنه استقال في مايو/ أيار 2024 لينتقل إلى ولاية أخرى. وكان من المقرر أن يبدأ وظيفته الجديدة في مدارس سبرينغديل في أركنساس، لكنه لم يباشر العمل بعد، بحسب ما أكده المشرف التربوي هناك.

من جهتها، أكدت السلطات في ولاية أوكلاهوما أن المتهم اجتاز جميع الفحوصات الأمنية المطلوبة عند توظيفه، ولم يتم التواصل معهم من قِبل جهات التحقيق حتى الآن.

الضحيتان كانا على أعتاب بداية جديدة

أما عن الضحيتين، فكانا قد انتقلا مؤخرًا من ولاية داكوتا الجنوبية إلى مدينة برايري غروف الصغيرة في شمال غرب أركنساس، برفقة بناتهما الثلاث.

وكان من المقرر أن يبدأ كلينتون برينك عمله الجديد كسائق شاحنة لنقل الحليب يوم الإثنين التالي للجريمة، وفقًا لما أعلنته شركة “هيلاند ديري” التي كانت قد تعاقدت معه. بينما كانت زوجته كريستن حاصلة على رخصة مزاولة مهنة التمريض في ولايتي مونتانا وداكوتا الجنوبية، وكانت تستعد للانخراط في سوق العمل بأركنساس.

وفي بيان صادر عن العائلة، وصفت الزوجين بأنهما “رحلا كأبطال… دافعا عن طفلتيهما حتى اللحظة الأخيرة”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version