بقلم:&nbspNour Chahine

نشرت في

اعلان

وبحسب تقرير نشرته وزارة العدل الأميركية في 9 أغسطس/ آب 2010، فإن غواديا وُلد عام 1944 في بومباي بالهند، وهاجر إلى الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي. وقد التحق بعدها بشركة نورثروب الأميركية، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تطوير نظم الدفع وتقنيات إخفاء البصمة الحرارية لطائرة الشبح B-2. وقد أكد تقرير صادر عن مكتب التحقيقات الخاصة (OSI) التابع لسلاح الجو الأميركي في يوليو/ تموز 2020 أن مساهماته التقنية كانت جوهرية في منح الطائرة قدراتها التخفيّة.

غير أن سيرة غواديا اتخذت منحى دراميًا بعد تقاعده، إذ أشار تقرير نشره موقع وور هيستوري أونلاينWar History) Online) في يوليو/ تموز 2020 إلى أن المهندس بدأ يروّج “خدماته الاستشارية” في الخارج، لاسيما في الصين وسويسرا وألمانيا. ووفقًا لتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد قام غواديا بين عامي 2003 و2005 بزيارة الصين مرارًا وقدم معلومات تتعلق بنظم الدفاع والتخفي، في انتهاك صريح لقانون تصدير الأسلحة الأميركي (Arms Export Control Act).

وقد تم القبض عليه في جزيرة ماوي بولاية هاواي في أكتوبر/ تشرين الأول 2005، بعد العثور في منزله على وثائق مصنفة “سرية للغاية”، وفقًا لتقرير رسمي من وزارة العدل.

وفي عام 2010، أُدين غواديا بـ14 تهمة من أصل 17، من بينها تقديم معلومات سرية لحكومات أجنبية، وتقديم بيانات كاذبة، وانتهاك قوانين التصدير. وفي يناير/ كانون الثاني 2011، صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 32 عامًا، يقضيها حاليًا في مؤسسة إصلاحية اتحادية بولاية ميزوري، بعدما تم نقله إلى مركز سبرينغ فيلد الطبي للسجناء الفيدراليين (MCFP Springfield) في أبريل/ نيسان 2025.

ولا تبرز أهمية نوشير غواديا من ماضيه فحسب، بل تتجلى آثارها المباشرة في الأحداث الجارية. ففي تقرير نشرته صحيفة التايمز الكويتية (The Times Kuwait) في يونيو/ حزيران 2025، أُشير إلى أن طائرة B-2 شاركت في عمليات استهداف مركّزة لمنشآت نووية وأمنية داخل إيران. وقد أرجعت مصادر عسكرية أميركية تلك القدرة الدقيقة للطائرة إلى “التكنولوجيا التي صمّمها غواديا قبل عقود”. وهذا يعيد تسليط الضوء على دور الأفراد في تطوير تقنيات تؤثر في صميم الاستراتيجيات العسكرية لدول بأكملها.

من جهة أخرى، أشارت وثائق المحكمة الأميركية إلى أن غواديا لم يُظهر ندمًا واضحًا خلال جلسات المحاكمة، بل قال إن “الجهات التي تواصل معها لم تكن عدوًا مباشرًا للولايات المتحدة”.

وتبقى قصة نوشير غواديا نموذجًا معقدًا للتقاطع بين الابتكار التقني والمساءلة القانونية. فهي تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مسؤولية العلماء والمهندسين في تسخير معارفهم، والحدود الأخلاقية لمساهماتهم، خاصة عندما تُستخدم ابتكاراتهم في سياقات عسكرية حساسة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version