بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
ووفقًا لتقديرات نظام مراقبة الوفيات اليومية (MoMo)، وهو نظام يديره معهد كارلوس الثالث، فإن هذه الحصيلة تعكس الفارق بين عدد الوفيات الفعلي والمتوقّع استنادًا إلى السجلات التاريخية، مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الخارجية المؤثرة، وعلى رأسها درجات الحرارة المسجلة من قبل هيئة الأرصاد الجوية الوطنية.(Aemet)
ورغم أن النظام لا يقدّم علاقة سببية مطلقة بين الوفيات والطقس، إلا أن هذه الأرقام تُعدّ أفضل تقدير للوفيات التي لعبت فيها الحرارة الشديدة دورًا محوريًا.
منحنى تصاعدي مثير للقلق
في تموز/يوليو 2024، أودت الحرارة الشديدة بحياة 674 شخصًا، لكن هذا الرقم شهد قفزة حادة في آب/أغسطس التالي ليبلغ 1271 حالة. أما في الفترة الممتدة من 16 أيار/مايو حتى 13 تموز/يوليو 2025، فقدّر نظام “MoMo” عدد الوفيات الناتجة عن موجات الحرّ بنحو 1180 وفاة، مقابل 70 فقط خلال الفترة نفسها من العام السابق.
وفي تصريح للإذاعة الوطنية الإسبانية (RNE)، أوضحت وزيرة الصحة مونيكا غارسيا أن ” تنفذ الوزارة حملة توعوية حول مخاطر موجات الحرّ الشديدة وأهمية اتخاذ الاحتياطات، لأننا نعتبرها من عوامل الخطر الأساسية التي تؤثر بوضوح على معدلات الوفيات”.
وفي حزيران/يونيو الماضي، سجّلت البلاد أعلى معدل حرارة شهري منذ بدء التوثيق، بمتوسط 23.7 درجة مئوية. ومنذ الأحد، تواجه إسبانيا موجة حرّ جديدة، هي الثانية منذ بداية فصل الصيف، وسط توقّعات باستمرارها حتى نهاية الأسبوع على الأقل.
ويرى الخبراء أن تغيّر المناخ والاحتباس الحراري يسهمان بشكل مباشر في ارتفاع وتيرة موجات الحرّ وشدّتها ومدّتها، ما يحوّلها من ظواهر مناخية موسمية إلى تهديدات صحية دائمة تتطلب سياسات وقائية واستعدادات وطنية.
كيف تحمي نفسك في موجات الحرّ الشديدة؟
مع استمرار موجات الحرّ التي تضرب إسبانيا، تواصل السلطات الدعوة إلى الحذر واتباع إجراءات بسيطة لكنها فعّالة للحماية من درجات الحرارة المرتفعة. وتشدد التوصيات الرسمية على أهمية شرب الماء بانتظام، وتجنّب التعرّض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة.
كما يُنصح بإيلاء اهتمام خاص للفئات الأكثر ضعفًا، مثل كبار السن، والأطفال، والحوامل، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، فضلًا عن العاملين في الهواء الطلق، إذ يكونون أكثر عرضة للمضاعفات الصحية الخطيرة في ظلّ الطقس الحار.
توصي السلطات أيضًا بارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة، ووضع قبعة وكريم واقٍ من الشمس، والبقاء في أماكن مظلّلة أو مبرّدة قدر الإمكان. وينبغي تقليل النشاط البدني في ساعات الظهيرة إلى أدنى حد.
وفي السياق نفسه، تحذّر خدمات الحماية المدنية من ارتفاع خطر اندلاع حرائق الغابات، وتدعو السكان إلى توخي أقصى درجات الحذر، لا سيّما في المناطق الريفية والمناطق القريبة من الأحراج.