بقلم: يورونيوز
نشرت في
شهدت جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الجمعة 24 تشرين الأول/أكتوبر نقاشًا حادًا حول كيفية التعامل مع الفلسطينيين الذين يقتربون من ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” الفاصل في قطاع غزة، وهو خط غير مرئي وضع بعد اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن الأسرى.
وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، فقد تحوّل الاجتماع إلى جدل داخلي بعد أن عرض نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آلية إطلاق النار المعتمدة، موضحًا أن الجنود يطلقون النار على من يُصنفون بالغين فقط، في حين يكتفون بتوقيف “الأطفال والحمير”.
بن غفير يدعو إلى إطلاق النار حتى على الأطفال والحمير
اعترض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على هذه السياسة بشدة، معتبرًا أنها “مفرطة في التساهل”، وطالب بإطلاق النار حتى على الأطفال والحمير، قائلاً إن على إسرائيل أن “تتوقف عن الرحمة”.
وخلال النقاش، تساءل بن غفير: “لماذا لا نطلق النار على طفل يركب حمارًا؟”، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية، في ردٍ على تصريح لمسؤول عسكري لم يُكشف عن اسمه تحدث عن معايير إطلاق النار في تلك المنطقة.
أسئلة ساخرة وتبريرات عسكرية
كما علّق مسؤول التنسيق بين الحكومة والكنيست دودي أمسالم بسخرية قائلاً: “من نطلق عليه أولًا، الطفل أم الحمار؟”، في حين اختتم وزير الدفاع يسرائيل كاتس الجلسة بتصريح حاسم قال فيه: “كل من يقترب من السياج يجب أن يعلم أنه قد يتعرض للأذى”.
وسبق أن قتل الجيش الإسرائيلي عددًا من الفلسطينيين خلال الأيام الماضية بدعوى تجاوز الخط الأصفر، الذي لا يمكن تمييزه ميدانيًا بالنسبة للفلسطينيين، ما يجعل المدنيين عرضة لإطلاق النار دون علمهم بأنهم في منطقة الخطر.
خطة ترامب والانسحاب المرحلي من غزة
الخط الأصفر هو جزء من خطة الانسحاب الإسرائيلي من غزة التي أقرّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويُفترض أن يشكّل الحد الفاصل لمواقع القوات الإسرائيلية في المرحلة الأولى من الانسحاب.
لكن غياب أي إشارات واضحة على الأرض جعل من الصعب على المدنيين التمييز بين مناطق السيطرة، بينما لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتفظ بالسيطرة على نحو 53% من مساحة القطاع، بانتظار تنفيذ المراحل اللاحقة من الاتفاق.
كاتس: خطة ميدانية لترسيم الخط الأصفر
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في 17 تشرين الأول/أكتوبر أن الجيش الإسرائيلي شرع في تنفيذ خطة ميدانية لترسيم ما يسمى بـ”الخط الأصفر” داخل قطاع غزة، محذرًا السكان من الاقتراب منه باعتباره منطقة محظورة بالكامل.
وأوضح كاتس أن الجيش بدأ بوضع علامات ميدانية وأرصفة مرصوفة بشكل خاص لتحديد مسار هذا الخط، الذي يغطي أكثر من 50% من مساحة القطاع ويُعدّ حدودًا فاصلة لانتشار القوات الإسرائيلية. وقال إن “أي محاولة لعبور هذا الخط ستُقابل بإطلاق النار”، مشددًا على أن الهدف هو “تحذير عناصر حماس وسكان غزة من الاقتراب من المنطقة المحظورة”.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار ما وصفه بـ”خط الفصل الأمني الجديد”، الذي يهدف إلى تنظيم وجود القوات الإسرائيلية داخل القطاع ومنع أي اقتراب فلسطيني من مناطق تمركزها.
وفي 21 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت تقارير ميدانية بأن الجيش الإسرائيلي وضع مكعبات صفراء في قطاع غزة لتحديد الخط الجديد، الذي يقسم القطاع إلى قسمين ويجعل أكثر من 50 بالمئة من مساحته تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة.


