في خضم الأحداث المأساوية التي تشهدها فلسطين، وتحديداً قطاع غزة، تكللت جهود شبكة الجزيرة الإعلامية بفوز مستحق بجائزة “إيمي الدولية” لعام 2025 عن برنامجها الوثائقي المؤثر “للقصة بقية” في حلقته الخاصة “غزة.. البحث عن حياة”. هذا الفوز ليس مجرد اعتراف دولي بجودة الإنتاج الإعلامي، بل هو أيضاً شهادة على الشجاعة والإصرار في نقل الحقيقة، خاصة في ظل الحملات الممنهجة التي استهدفت الجزيرة خلال تغطيتها للأحداث في غزة. يمثل هذا الإنجاز علامة فارقة في مسيرة الإعلام العربي، ويؤكد على أهمية تغطية الأحداث في غزة بشكل موضوعي ومهني.
الجزيرة تحصد إيمي الدولية: اعتراف عالمي بالتغطية المتميزة
حصدت الجزيرة هذه الجائزة المرموقة، والتي تُعدّ من أهم الجوائز في مجال الإنتاج التلفزيوني العالمي، متفوقة على 64 مرشحاً من مختلف أنحاء العالم. هذا الإنجاز التاريخي يرسخ مكانة الجزيرة كقناة عربية رائدة قادرة على تقديم محتوى ينافس عالمياً، ويثبت قدرتها على الوصول إلى قلوب وعقول المشاهدين حول العالم. إن وصول الجزيرة إلى القائمة النهائية للمنافسة يُعدّ فوزاً بحد ذاته، خاصة وأنها كانت القناة العربية الوحيدة التي وصلت إلى هذه المرحلة المتقدمة.
“للقصة بقية”: رحلة إنسانية في قلب النيران
الحلقة الفائزة، “غزة.. البحث عن حياة”، لا تقدم مجرد سرد للأحداث، بل هي غوص عميق في معاناة أهالي غزة، ورحلتهم البطولية في البحث عن الحياة والأمل في ظل الظروف القاسية التي فرضتها الحرب. العمل الوثائقي يرافق خمسة من سكان غزة، يمثلون مختلف القطاعات الحيوية، بدءاً من العاملين في الدفاع المدني والبلدية، وصولاً إلى الطواقم الطبية المتفانية والعاملين في المجال الإنساني.
شهادات مؤثرة من قلب المعركة
البرنامج يركز على قصص هؤلاء الأفراد، الذين يواجهون الخطر بشكل مباشر في سبيل إنقاذ حياة الآخرين وتقديم المساعدة. من خلال كاميراتهم، تمكن فريق “للقصة بقية” من توثيق لحظات مؤلمة وشجاعة، وكشف للعالم حجم الدمار والمعاناة التي لحقت بالشعب الفلسطيني. هذه الشهادات الحية من قلب الحدث، هي التي أكسبت البرنامج مصداقيته وتأثره العالي.
رسالة دعم وإسناد من الجزيرة لفلسطين
الفوز بهذه الجائزة يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه الجزيرة حملة تشويه إعلامي واسعة النطاق بسبب تغطيتها الإخبارية لغزة. كما صرح مدير قناة الجزيرة الإخبارية، عاصف حميدي، أن هذا الفوز هو إقرار دولي بمصداقية القناة وشفافيتها في نقل الأحداث. وأضاف أن الجزيرة ستواصل التزامها بتقديم الصحافة الاستقصائية حول ما يجري في فلسطين، وكشف الحقيقة للعالم أجمع.
هذا الفوز بمثابة رسالة قوية للعالم بأن الصحافة الحرة والمسؤولة لا يمكن إسكاتها، وأن البحث عن الحقيقة هو واجب مقدس يتطلب الشجاعة والإصرار. كما أنها رسالة دعم وإسناد للشعب الفلسطيني، وتأكيد على أن صمودهم وقصصهم لن تُنسى.
تقدير للصحفيين وتكريس للقيم الإعلامية
لم تغفل مقدمة البرنامج والمشرفة عليه، فيروز زياني، عن تكريم الصحفيين الذين خاطروا بحياتهم لنقل الحقيقة من غزة. أهدت زياني الجائزة لأرواح هؤلاء الأبطال الذين لم يتوانوا عن أداء واجبهم المهني والإنساني، مهما كانت التحديات والصعوبات.
وأكدت أن هذا الفوز هو دليل على التزام الجزيرة بالقيم الإعلامية الراسخة، التي تقوم على النزاهة والموضوعية والحياد، والانحياز الدائم إلى الحق والعدالة. الجزيرة تعتبر أن الإنسان هو محور كل قصة، وأن دور الإعلام هو إعطاء صوت لمن لا صوت لهم، وتسليط الضوء على قضاياهم ومعاناتهم.
خاتمة: الجزيرة.. صوت الحق في زمن الألم
إن فوز الجزيرة بجائزة إيمي الدولية عن برنامج “للقصة بقية” – حلقة “غزة.. البحث عن حياة” ليس مجرد إنجاز إعلامي، بل هو انتصار للقيم الإنسانية، وتأكيد على أهمية الصحافة الحرة والمسؤولة في عالمنا اليوم. الجزيرة، من خلال تغطيتها المتميزة للأوضاع في غزة، أثبتت أنها قادرة على أن تكون صوتاً للحق في زمن الألم، وحاملة لرسالة الأمل والتضامن مع الشعب الفلسطيني. ندعوكم لمشاهدة الحلقة الفائزة والاطلاع على المزيد من أعمال الجزيرة، ونتمنى أن تستمر القناة في تقديم محتوى متميز يساهم في نشر الوعي وتعزيز قيم السلام والعدالة. شاركوا مقالنا هذا مع أصدقائكم وعبروا عن دعمكم لجهود الجزيرة في تغطية الأحداث المهمة حول العالم.


