يواجه المخرج والمنتج الأمريكي الشهير تايلر بيري اتهامات خطيرة بالتحرش والإيذاء العاطفي، بعد أن رفع الممثل ماريو رودريغيز دعوى قضائية ضده في محكمة لوس أنجلوس العليا، مطالباً بتعويضات مالية تقدر بـ 77 مليون دولار. وتتهم الدعوى أيضاً شركة Lionsgate، وهي شركة إنتاج مرتبطة بأعمال بيري، بالتغاضي عن سلوكه المزعوم. وتأتي هذه الاتهامات في وقت يمثل فيه تايلر بيري شخصية بارزة في صناعة الترفيه، مما يثير تساؤلات حول ثقافة السلطة والمساءلة في هوليوود.
اتهامات التحرش ضد تايلر بيري تتصاعد
تفصيلاً، تدعي الدعوى القضائية أن رودريغيز تعرض لسلسلة من حوادث التحرش بين عامي 2015 و 2019 في منزل بيري في لوس أنجلوس. وتشمل هذه الاتهامات لمساً غير مرغوب فيه، بالإضافة إلى رسائل نصية مزعومة تتضمن عبارات تحرش صريحة، حيث زعم بيري أنه سيساعد رودريغيز في حياته المهنية مقابل “السماح للأمور أن تحدث”.
بدأت القصة في عام 2014، عندما أبلغ مدرب في صالة رياضية رودريغيز بأن بيري مهتم بلقائه لمناقشة دور تمثيلي محتمل. ويزعم رودريغيز أنه شعر بالضغط بسبب نفوذ بيري الواسع في صناعة الترفيه، وقرر رفع الدعوى بعد أن علم بدعوى قضائية مماثلة رفعها الممثل ديريك ديكسون في يونيو الماضي ضد بيري، حيث طالب بتعويضات قدرها 260 مليون دولار.
ردود الفعل الأولية على الدعوى
في المقابل، نفى محامي تايلر بيري، أليكس سبيرو، الاتهامات بشدة، واصفاً الدعوى بأنها “محاولة أخرى فاشلة للحصول على المال”. وأشار سبيرو إلى أن المحامي الذي يمثل رودريغيز هو نفسه المحامي الذي يمثل ديكسون في الدعوى السابقة، مما يثير الشكوك حول دوافع القضية. وأضاف سبيرو أن بيري لم يتم إخطاره رسمياً بالدعوى حتى الآن.
تأتي هذه الاتهامات في وقت يواجه فيه قطاع الترفيه تدقيقاً متزايداً فيما يتعلق بقضايا التحرش والسلوك غير اللائق. وقد أدت حركة “#MeToo” إلى زيادة الوعي بهذه القضايا وتشجيع الضحايا على التقدم والإبلاغ عن الانتهاكات. وتشير التقارير إلى أن العديد من الشركات في هوليوود قد اتخذت خطوات لتحسين سياساتها وإجراءاتها المتعلقة بالتحرش.
تأثير القضية على صناعة الترفيه
يعتبر تايلر بيري شخصية مؤثرة في صناعة الترفيه، حيث أسس استوديوهات تايلر بيري في أتلانتا، وحقق ثروة تقدر بنحو 1.4 مليار دولار من خلال سلسلة أفلام Madea الناجحة. وتشير هذه القضية إلى أن التحرش يمكن أن يحدث على جميع المستويات في الصناعة، حتى بين الشخصيات البارزة والناجحة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اتهام شركة Lionsgate بالتغاضي عن سلوك بيري المزعوم يثير تساؤلات حول مسؤولية الشركات في منع التحرش وحماية موظفيها. قد يؤدي هذا إلى زيادة التدقيق في سياسات وإجراءات الشركات الأخرى في الصناعة.
تعتبر قضايا التحرش قضية قانونية واجتماعية معقدة، وتتطلب تحقيقاً شاملاً ونزيهاً. من المتوقع أن تستمر هذه القضية لبعض الوقت، وقد يكون لها تأثير كبير على صناعة الترفيه. وسيراقب المراقبون عن كثب تطورات القضية، بما في ذلك أي أدلة جديدة تظهر، وردود فعل الأطراف المعنية، والقرارات التي ستتخذها المحكمة.
من المرجح أن يتم تحديد موعد للمحاكمة في الأشهر المقبلة، حيث سيتعين على رودريغيز تقديم أدلة لدعم ادعاءاته، وسيتعين على بيري و Lionsgate الدفاع عن أنفسهم ضد الاتهامات. وستكون هذه القضية اختباراً مهماً لمدى قدرة نظام العدالة على معالجة قضايا التحرش في صناعة الترفيه.


