أطلق مدير عام فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة، عبدالخالق الزهراني، أمس الثلاثاء، معرضًا تشكيليًا يضم أعمالًا للفنانين خالد بايونس وعبدالله القثامي في أحد فنادق مكة المكرمة. يأتي هذا الحدث تحت إشراف الجمعية السعودية للفنون التشكيلية “جسفت” وبحضور نخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين المهتمين بالحركة الفنية في المملكة. يهدف المعرض إلى تقديم رؤية فنية معاصرة مستوحاة من التراث والثقافة السعودية.

يستمر المعرض لعدة أيام، ويهدف إلى إثراء المشهد الثقافي في مكة المكرمة وتوفير منصة للفنانين لعرض أعمالهم والتفاعل مع الجمهور. وقد شهد الافتتاح إقبالًا ملحوظًا من الزوار الذين أبدوا اهتمامهم بالتنوع الفني الذي يقدمه المعرض. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود وزارة الإعلام لدعم الفنون والثقافة في مختلف مناطق المملكة.

تلاقح فني بين المكان والذاكرة في المعرض التشكيلي

يتميز المعرض التشكيلي بتلاقح فني فريد بين تجربتين مختلفتين، ولكنهما متفقان في الجوهر. يقدم كل من بايونس والقثامي تفسيراتهم الخاصة للمكان والإنسان والذاكرة، مستخدمين أساليب فنية متنوعة تعكس رؤيتهم المعاصرة. يعتبر هذا التفاعل بين الفنانين بمثابة حوار بصري يثري تجربة الزائر.

أعمال خالد بايونس: الطبيعة كتعبير شعوري

تتجه أعمال الفنان خالد بايونس نحو تصوير الطبيعة، ولكن ليس كمنظر وصفي تقليدي. بل يعتمد على تبسيط الأشكال والكتل، واستخدام المساحات اللونية الهادئة، لخلق حالة شعورية تعكس جمال الغابة والوادي وظلال الأشجار. تتسم لوحاته بالعمق والتأمل، وتترك مساحة واسعة لتفسير المشهد من قبل المتلقي.

أعمال عبدالله القثامي: الإنسان كذاكرة جمعية

في المقابل، تركز أعمال عبدالله القثامي على الإنسان، معبراً عنه كذاكرة قائمة بذاتها. تظهر الشخصيات في تكوينات عمودية مجردة، ولكنها تحمل حضورًا ودلالة عميقة. يعكس هذا التوجه مفهوم الهوية الجماعية والانتماء، حيث لا يلغي الوجه الغائب الفرد بل يوسع معناه ليشمل المجتمع بأكمله. يستخدم القثامي لوحة الألوان الزرقاء والبرتقالية والألوان الترابية لإضفاء بعد روحي وإنساني على أعماله.

يعتبر هذا المعرض التشكيلي فرصة للاطلاع على أحدث التوجهات في الفن السعودي المعاصر، والذي يجمع بين الأصالة والحداثة. ويبرز قدرة الفنانين السعوديين على التعبير عن قضايا المكان والهوية والذاكرة بلغة بصرية ناضجة ومبتكرة. كما يسلط الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الجمعية السعودية للفنون التشكيلية “جسفت” في دعم وتشجيع الفنانين.

تأتي هذه المبادرة في سياق اهتمام متزايد بالفنون والثقافة في المملكة العربية السعودية، والذي يتجسد في العديد من المهرجانات والمعارض والفعاليات التي تقام على مدار العام. وتعكس رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاع الثقافي والإبداعي.

من المتوقع أن يستمر المعرض لعدة أيام، مما يتيح للجمهور فرصة الاستمتاع بالأعمال الفنية والتفاعل مع الفنانين. وستشهد الأيام القادمة تنظيم العديد من الأنشطة والورش الفنية المصاحبة للمعرض، بهدف تعزيز الوعي الفني وتشجيع الإبداع لدى الشباب.

يُعد هذا الحدث إضافة نوعية للمشهد الفني والثقافي في مكة المكرمة، ويؤكد على أهمية دعم الفنانين وتشجيعهم على تقديم أعمالهم التي تعبر عن هويتهم وثقافتهم. ومن المنتظر أن يشكل المعرض نقطة انطلاق لمزيد من المبادرات والفعاليات الفنية التي تهدف إلى إثراء الحياة الثقافية في المملكة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version