أكد الشاعر والأديب علي عكور أهمية اللغة في بُنية النص الشعري، وأنها تمثّل المركز المنتج للدلالة، وتمتلك سلطة تتجاوز سلطة الشاعر لتشمل المتلقي أيضا، إذ تُنتج المعنى من داخلها لا من خارجها، بفعل التّحول الدّلالي الذي ينقل الكلمة من أفقها المرجعي إلى بُعدها الجمالي، ويَمنح القصيدةَ استقلالا تعبيريا يُسهم في اتساع أفقها الإبداعي.

وأشار إلى التمايز بين اللغة الشعرية واليومية، موضحا أن الأولى لا تقوم على الإفهام المباشر أو المنفعة التواصلية، بل تعتمد المجاز والانزياح لتوليد الأثر، فيما تظل اللغة اليومية مشروطة بالوضوح والاقتصاد، مبيّنا أن دور المتلقي في هذا السياق مركزي، إذ يشارك القارئ في توسيع دلالات النص من خلال تفاعله مع أفقه وتأويلاته، وهذا يوجِد نصّا حيّا متعدد الطبقات.

كما تحدّث عكور عن القصيدة الرقمية التي أخذت انتشارا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي وإدخال الوسائط المصاحبة على القصائد الشعرية، لافتا إلى أن إدخال المؤثرات الصوتية قد يضفي بُعدا مثريا إذا استند إلى بناء لغوي متماسك، محذرا في الوقت نفسه من انزياح الوسائط لتحلّ محل النص حين يفتقر إلى القوّة اللغوية اللازمة.

جاء ذلك خلال الندوة الحوارية التي نظمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة بعنوان «سلطة اللغة في تشكيل المعنى الشعري»، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض المدينة المنورة الدولي للكتاب 2025، قدّم ورقتها الرئيسية علي عكور، وأدارها علي الأمير، بحضور جمهور من روَّاد المعرض المهتمّين بالخطاب الأدبي وتحولاته.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version